متلازمة الزوجة الحنونة

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

متلازمة الزوجة الحنونة

صابرين كصباوي عبد اللاوي

أكثر حالة نفسية تستعصي على الفهم والتفسير ، كيف لامرأة ان تعيش عبدة لرجل وتسافر عبر الزمن لمصر الفرعونية واليونان القديمة والإمبراطورية الرومانية ، حيث كانت العبودية ركنا من أركان الاقتصاد ، حيث كان العبيد والنساء يباعون ويشترون علنا في الأسواق …

تتعرض 13% من النساء سنويا للعنف الأسري من طرف شريك حميم ( عالميا ) ، بينما تتعرض حوالي 15% من النساء المتزوجات سنويا للعنف الأسري من طرف الزوج في المغرب .

هذا فقط ماتم التبليغ عنه !

لكن دعونا بعيدا عن الاحصائيات ، بعيدا عن مساطر القانون …

لنفسر ظاهرة الزوجة الحنونة التي تحب الزوج رغم ضربه لها ، لنا أن ندرج هذا أيضا بين مايسمى في عصرنا هذا ب “الفونطازم” والعياذ بالله ، ان هذا الغريب ليس انعكاسا ميكانيكيا للواقع ، بل هو محاولة من اللاوعي لإعادة ترتيب ماحدث أو مايخشى حدوثه ، لذلك كثير من النساء اللواتي يبدين خاضعات في خيالهن الجنسي ، في الحقيقة يحاولن السيطرة على فكرة السيطرة ذاتها ، إنهن يضعن الرجل في دور السيد لكن داخل عالم متخيل حيث تكون لهن الكلمة الأخيرة . وهذا مايحيلنا إلى اللذة الممزوجة بالخطر فجزء من قوة الفونطازم يأتي من مزج اللذة بالخطر ، المرأة قد تجد في صورة الرجل المسيطر تهديدا يثير قلقها ، لكنها في الوقت نفسه تشعر بلذة غامرة لأنها قادرة على عيش هذا الخطر في خيالها دون أن تتعرض فعليا للأذى ، هنا يصبح الخضوع وسيلة لتحويل الخوف إلى متعة !!!!

( يتبعهن لكن يعجبهن )

وكاستنتاج

هذه لعبة نفسية معقدة تعكس صراعا داخليا بين الرغبة في التحرر وبين آثار التربية والجرح النفسي . المرأة تخضع نفسها في الخيال لا لأنها تابعة بل لأنها تحاول أن تستعيد سلطة داخلية على ما سلب منها خارجه …

لماذا تصمت المرأة أمام العنف الأسري ؟

لا لأنها تخاف من فقدان البيت والأبناء أو من انتقام الزوج كما تزعم غالبيتهن ، لو كنتِ فعلا تخشين على أبنائك لخشيتِ عليهم من ذلك الوحش ، لأنه بالطريقة التي ضرب أمهم أمامهم قادر على ضربهم ، اغتصابهم ، وتدمير مستقبلهم ، بل لأنك تخافين الذنب الذي زرع في لاوعيك منذ الطفولة : أن الزوج “سيد” والطاعة واجب . والحب في هذه الحالة ليس إلا وهم ، فالمرأة التي تصمت أمام العنف بدافع الحب ليست عاشقة مخلصة ، بل مسجونة وهم أن الألم جزء من العاطفة . والحقيقة أن الحب لايقاس بمدى قدرتنا على تحمل الضرب بل بمدى قدرتنا على العيش بكرامة .

متلازمة المرأة العبدة ، تأثر على الأطفال أكثر من أي شيء فهي بالنسبة لها هذه متعة ممزوجة باللذة “فونطازم”

أما بالنسبة للأطفال خوف وهلع ورعب يأثر على شخصياتهم المستقبلية ومن هذا ينتج ضعاف الشخصية والمرضى النفسيين ويتكرر المشهد في دائرة الدل والمدولات ،شيرين وخواتها ،والحب من طرف واحد …

سيدتي “المدلولة” سيقولون عني أن نسوية وسأموت وحيدة ، ويقولون عنك أنك معززة مكرمة مضروبة مسكورة راضية ، وأنا النسوية التي لم تجد رجلا تحاول أن تبعدك عن “الفطرة السليمة” ( بالنسبة لهم ) وتبعدك عن بيتك وزوجك وأطفالك … وسيقولون “كلامي الحسد”

وانا لا أقول هذا بل أريد منك القليل من الشخصية وليكن لك رأي ووجود ، تأكدي أن الرجل يحب المرأة القوية المتمردة ، لن يضربك حينها لأنه يعلم أنه اذا لمسك لتهدمين الدنيا حوله وتجعلينه يتعفن في السجون …

الحب الحقيقي لايطلب من المرأة أن تصمت على الألم ، والحل يبدأ حين تعيد تعريف الحب في وعيها  أن تعي أن الصمت بدافع الحب ليس تضحية بل إيذاء للنفس

مصادر الاحصائيات :

  • منظمة الصحة العالمية (WHO)
  • تقرير UN Women لعام 2023
  • لمندوبية السامية للتخطيط (HCP)

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!