السير على هذه الطرقات ليس عبورا، بل مواجهة يومية مع المجهول
السير على هذه الطرقات ليس عبورا، بل مواجهة يومية مع المجهول
لم يعد الطريق في جماعة بوروس مجرد وسيلة عبور، بل أصبح ميدانا للمخاطرة، حيث تتساوى السيارات والدراجات والمارة في مواجهة الخطر، وكأن الأرض نفسها لم تعد صالحة للحياة. الحفر المنتشرة، التشققات التي تتربص بالعابرين، غياب الصيانة، كلها عوامل تحول كل رحلة إلى تحد حقيقي، حيث يحاول السائق للحفاظ على توازنه، ويحاول المارّة النجاة وسط الفوضى، وكأن السير على هذه الطرقات بات مغامرة لا تحمد عقباها.
السيارات تتمايل بين المطبات، الدراجات تتعثر بين المسارات المتهالكة، والمارة يحاولون أن يجدوا طريقا آمنا وسط الفوضى. كل حفرة هنا هي فخ، كل زاوية مهملة هي تهديد لحياة قد تنقلب في لحظة واحدة. الطرق التي يفترض أن تكون جسورا بين الأماكن، تحولت إلى فخاخ صامتة، تتصيد الأرواح دون سابق إنذار.
في وضح النهار، تظهر التشققات كسطور حزينة في وجه الطريق، وتكشف الأرض عن هشاشتها تحت عجلات المارّين، لكن الليل يضيف إلى الأزمة بعدا أكثر قسوة، حيث يغيب النور، ويتوارى الخطر وراء الظلام، فيصبح المرور في هذه الطرقات مغامرة أشبه بالسير على حد السيف.
هل هذه الطرقات ملك للموت بدل أن تكون سبيلا للحياة؟ هل يصبح مرور السيارات والدراجات والمارة مجرد لعبة حظ، حيث لا أحد يعلم إن كان سيصل أم لا؟ كيف يترَك هذا الواقع ليصبح قاعدة، بدلا من أن يكون مجرد أزمة طارئة تعالج؟
إن كان الصمت هو الرد، فإن الخطر هو الحصاد. هذه ليست مجرد طرقات، بل شراكٌ منصوبة للأرواح، فهل من يسمع قبل أن يضاف اسم جديد إلى قائمة الضحايا؟