حزب الخضر المغربي يطلق دينامية جديدة لتعزيز برنامجه الإيكولوجي
نظم حزب الخضر المغربي مساء أمس فاتح ماي ندوة داخلية هامة جمعت نخبة من الخبراء والمهتمين بالشأن البيئي والاقتصادي، في خطوة تعكس طموحه لتعزيز حضوره وتأثيره في المشهد السياسي المغربي. هذه الندوة، التي تمحورت حول ثلاثة محاور استراتيجية هي: التغيرات الجيوستراتيجية العالمية ومآل اتفاقيات المناخ، والاقتصاد الأخضر كنموذج للنمو، والمنظومة الضريبية وحماية البيئة، تأتي في سياق دينامية سياسية وتنظيمية جديدة أطلقها الحزب استعدادًا لمؤتمره الوطني المرتقب في منتصف يوليوز القادم.
إن اختيار هذه المواضيع الثلاثة بالتحديد يعكس وعي الحزب بالتحديات والفرص المتشابكة التي تواجه العالم والمغرب على وجه الخصوص. ففي ظل التحولات الجيوستراتيجية المتسارعة، يصبح مصير اتفاقيات المناخ الدولية أكثر حساسية وتعقيدًا، مما يستدعي تفكيرًا معمقًا حول كيفية الحفاظ على الزخم العالمي لمواجهة التغيرات المناخية وضمان التزامات الدول.
من جهة أخرى، يبرز الاقتصاد الأخضر كخيار استراتيجي لتحقيق نمو مستدام يراعي البعد البيئي ويفتح آفاقًا جديدة للاستثمار وخلق فرص العمل. النقاش حول هذا النموذج الاقتصادي يقتضي استكشاف آليات التحول نحو طاقة نظيفة، وتعزيز الصناعات المستدامة، وتشجيع الاستهلاك المسؤول، وإعادة تدوير النفايات، وغيرها من الممارسات التي تقلل من البصمة الكربونية للاقتصاد الوطني.
أما المحور المتعلق بالمنظومة الضريبية وحماية البيئة، فيكتسي أهمية بالغة في توجيه سلوك الأفراد والمؤسسات نحو تبني ممارسات أكثر استدامة. يمكن للأدوات الضريبية أن تلعب دورًا فعالًا في تحفيز الاستثمارات الخضراء، وتثبيط الأنشطة الملوثة، وتوفير الموارد المالية اللازمة لتمويل المشاريع البيئية.
إن هذه الندوة الداخلية التي نظمها حزب الخضر المغربي تمثل محطة هامة في مساره السياسي والتنظيمي. فهي ليست مجرد تبادل للآراء والمعارف بين الخبراء، بل هي آلية لإغناء البرنامج السياسي للحزب وتطوير خطابه الإيكولوجي ليواكب المستجدات والتحديات الراهنة. من خلال هذه النقاشات المعمقة، يسعى الحزب إلى بلورة رؤية واضحة ومقترحات عملية يمكن أن تساهم في تعزيز الوعي البيئي في المجتمع المغربي وتقديم حلول مبتكرة لقضايا المناخ والتنمية المستدامة.
إن التوقعات معلقة على المؤتمر الوطني لحزب الخضر في يوليوز القادم، حيث سيتم الكشف عن ملامح هذا البرنامج السياسي والخطاب الإيكولوجي الجديد. من المؤكد أن المخرجات والتوصيات التي ستنبثق عن هذه الندوة الداخلية ستشكل لبنة أساسية في هذا البرنامج، وستحدد توجهات الحزب خلال المرحلة المقبلة. يبقى الأمل معقودًا على أن تساهم هذه الدينامية الجديدة في تعزيز دور حزب الخضر المغربي كقوة اقتراحية فاعلة في مجال البيئة والتنمية المستدامة، وأن يقدم مساهمة نوعية في النقاش العام حول مستقبل المغرب البيئي والاقتصادي.

