مأساة بيئية في انزالت لعظم تدفع التلاميذ إلى ساحة الإعلام
محمد الدفيلي
احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.
مأساة بيئية في انزالت لعظم تدفع التلاميذ إلى ساحة الإعلام
محمد الدفيلي – في قلب جماعة انزالت لعظم، يواجه المركب التربوي المندمج واقعًا بيئيًا مريرًا يهدد صحة وسلامة تلاميذه وأطره التدريسية. فبينما يفترض أن تكون المؤسسة التعليمية فضاءً للتعلم والنمو، يحاصرها شبح التلوث الناتج عن مزبلة عشوائية وقنوات صرف صحي متهالكة، ليحول حياة المنتسبين إليها إلى معاناة يومية.
إزاء هذا الوضع المأساوي، لم يستسلم تلاميذ المركب التربوي المندمج، بل قرروا أن يكونوا صوتًا للبيئة وصحة مجتمعهم. وتحت إشراف الأستاذة رشيدة سوفي، انخرط ستة تلاميذ هم: دعاء العباس، مارية المزلوزي، الأحسيني لبنى، مهدي حدان، أعميمي أسامة، وخديجة الحاتمي، في مبادرة جريئة لإبراز هذه القضية البيئية الملحة عبر المشاركة في مسابقة “الصحفيون الشباب من أجل البيئة” التي تنظمها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
ربورتاج يكشف المستور:
بإصرار وعزيمة، قام التلاميذ بإعداد ربورتاج كتابي مؤثر يسلط الضوء على تفاصيل المأساة البيئية التي يعيشونها يوميًا. وثقوا بالكلمة والصورة حجم التلوث الناتج عن النفايات المتراكمة بالقرب من مؤسستهم، والروائح الكريهة التي تخنق الأجواء داخل الفصول الدراسية، والأخطار الصحية التي تهدد زملاءهم. كما لم يغفلوا الإشارة إلى مشكلة قنوات الصرف الصحي المتهالكة وتداعياتها الخطيرة على البيئة وصحة الإنسان.
صوت الشباب من أجل التغيير:
من خلال هذا العمل الصحفي الشاب، لم يكتف التلاميذ بوصف الواقع المرير، بل سعوا أيضًا إلى دق ناقوس الخطر وتوجيه رسالة واضحة إلى المسؤولين والمجتمع بضرورة التحرك العاجل لإنقاذ بيئتهم وحماية صحتهم. عبروا عن معاناتهم اليومية وتطلعاتهم إلى بيئة تعليمية صحية ونظيفة، مؤكدين على حقهم في التعلم في فضاء يحترم كرامتهم وصحتهم.
مبادرة “حاويات الفرز”: خطوة نحو الحل:
في خضم هذا التقرير المؤثر، لم يغفل التلاميذ الإشارة إلى المبادرة الإيجابية التي تبنتها المؤسسة، وهي مشروع “حاويات فرز النفايات”. قدموا هذه الخطوة كبصيص أمل نحو بناء وعي بيئي مستدام، مؤكدين على أهمية تضافر الجهود من أجل تحقيق تغيير حقيقي على أرض الواقع.
رسالة قوية من جيل المستقبل:
إن مشاركة هؤلاء التلاميذ في مسابقة “الصحفيون الشباب من أجل البيئة” ليست مجرد عمل مدرسي، بل هي تعبير صادق عن وعي بيئي مبكر ومسؤولية اجتماعية نبيلة. إنهم يمثلون جيلًا جديدًا يدرك أهمية البيئة ويسعى جاهدًا للمساهمة في حمايتها. ويبقى الأمل معلقًا على أن تصل أصواتهم ورسالتهم إلى الجهات المعنية وتحدث التغيير المنشود لإنقاذ المركب التربوي المندمج بانزالت لعظم وتوفير بيئة صحية وآمنة لتلاميذه وأطره التدريسية.