دعم الإعلام الإلكتروني و اقتراح طريقة دعم الصحافة الجهوية..أهم مقترحات هذه الكونفدرالية

أثارت مقترحات وزير الشباب والثقافة والتواصل حول دعم المقاولات الإعلامية الصغيرة والمتوسطة انتقادات شديدة من قبل الكونفدرالية المغربية لناشري الصحف والإعلام الإلكتروني. في بيان رسمي، عبرت الكونفدرالية عن استغرابها من أفكار الوزير التي اعتبرتها “مبعثرة وغير مدروسة” فيما يتعلق بدعم المقاولات الإعلامية الجهوية، معتبرة أن هذه المقترحات لا تتماشى مع احتياجات المقاولات الصغيرة في مجال الصحافة الإلكترونية.

ورفضت الكونفدرالية الإحالة المقترحة لدعم المقاولات الإعلامية على المجالس الترابية الجهوية، معتبرة أن ذلك قد يؤدي إلى “التطبيل السياسي” وتحويل الصحافة إلى أداة لخدمة أجندات سياسية ضيقة، مما يشكل تهديدًا للاستقلالية الصحفية ويقوض الدور الحيوي للإعلام في المجتمع.

وأضافت الكونفدرالية أن دعم المقاولات الإعلامية الصغيرة والمتوسطة يجب أن يتماشى مع خصوصيتها المهنية، ويعتمد على نموذج اقتصادي يتناسب مع الاقتصاد المعرفي والتكنولوجي، مشيرة إلى أن الدعم يجب أن يكون تدريجيًا أو عبر دفتر التحملات، وهي مقترحات ترى أنها أكثر توافقًا مع واقع المقاولات الإعلامية الناشئة.

وأوضح البيان أن تطبيق قانون الصحافة والنشر لعام 2016 قد وضع العديد من التحديات أمام المقاولات الإعلامية، وخاصة تلك التي كانت تستفيد من حقوق مكتسبة بموجب القوانين السابقة. ورغم ذلك، أشار البيان إلى بعض المكاسب التي حققتها الكونفدرالية، مثل إدراج دعم الصحافة الإلكترونية لأول مرة في عام 2019، رغم اقتصار هذا الدعم في البداية على تغطية كلفة الأجور فقط.

الكونفدرالية تناولت في بيانها كذلك مجموعة من المبادرات التي قدمتها لتوفير الدعم بالتدرج للمقاولات الإعلامية، بما في ذلك دعم الشركات الناشئة لمدة ثلاث سنوات وفقاً لدفتر تحملات محدد. ورغم التعديلات الحكومية التي عرقلت بعض هذه المبادرات، أكدت الكونفدرالية نجاحها مؤخراً في الحصول على دعم كلفة الإنتاج إلى جانب الأجور في المرسوم الأخير المتعلق بالدعم العمومي، وذلك بالتنسيق مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل.

وفي السياق ذاته، انتقدت الكونفدرالية مقترح وزير الشباب والثقافة والتواصل بشأن دعم الصحافة الجهوية عبر المجالس الجماعية، معتبرة أن هذه الخطوة قد تضر باستقلالية الصحافة الجهوية وتفتح الباب أمام تأثيرات المحسوبية السياسية. ودعت الكونفدرالية الفاعلين في القطاع الإعلامي إلى التضامن في دعم مقترحاتها المتعلقة بالدعم بالتدرج ودفتر التحملات، مؤكدة أن هذه الحلول هي الأكثر عدلاً للمقاولات الإعلامية الناشئة.

وفي ختام البيان، جددت الكونفدرالية التزامها التام بالدفاع عن حقوق المقاولات الإعلامية الصغيرة جدًا والمتوسطة، معتبرة أن هذا الترافع هو جزء من مسؤوليتها المهنية في دعم القطاع الإعلامي الوطني، الذي يواجه تحديات كبيرة في ظل الأزمة الاقتصادية والصحية الحالية.