الداخلة تحتضن مؤتمراً دولياً حول المبادرة الملكية لتمكين دول الساحل من الولوج إلى الأطلسي
الداخلة – 2 أكتوبر 2025 (و.م.ع) – احتضنت مدينة الداخلة، عاصمة الأقاليم الجنوبية للمملكة، مؤتمراً دولياً رفيع المستوى حول المبادرة الملكية لتمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، نظمّه المرصد الصحراوي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية (OSDES) بشراكة مع عدد من المنظمات الدولية غير الحكومية الحاصلة على الصفة الاستشارية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة (ECOSOC).
ويهدف المؤتمر، الذي انعقد بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة (ENCG)، إلى الاطلاع على منجزات التنمية الشاملة في الأقاليم الجنوبية، وتقييم أثر السياسات العمومية المغربية في تعزيز النمو الاقتصادي والبنية التحتية، تنفيذاً للرؤية الملكية السامية الرامية إلى جعل الأقاليم الجنوبية جسراً للتكامل الإفريقي الأطلسي.
وشهد اللقاء حضور أكثر من مائة طالب وعدد من الفاعلين في المجتمع المدني، إلى جانب قناصل عامين من الرأس الأخضر، غينيا بيساو، غواتيمالا، هايتي، وتوغو، الذين أشادوا بالتطور التنموي الذي تشهده الداخلة، معتبرين التجربة المغربية نموذجاً إفريقياً يحتذى به في التنمية المندمجة.
وأكدت السيدة هانا فوستر، منسقة منتدى المنظمات غير الحكومية، أن واقع التنمية في الأقاليم الجنوبية يفند الادعاءات المغرضة، مشيرة إلى أن المبادرة الملكية لتمكين دول الساحل من الولوج إلى الأطلسي تجسد رؤية إفريقية متقدمة تعزز التعاون القاري والتنمية المشتركة.
ومن جهته، أبرز السيد أيمن عكيّل، نائب رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للاتحاد الإفريقي (ECOSOCC)، أن المبادرة الملكية تمثل خطوة رائدة نحو تحقيق الاندماج الإفريقي، مشيداً بالبنية التحتية المتطورة في الداخلة وحرص المغرب على تأهيل الإنسان الإفريقي وبناء القدرات المحلية.
كما أشاد السيد بوتال لمباركي، نائب رئيس المجلس الجهوي للداخلة – وادي الذهب، بالمشاريع الكبرى مثل ميناء الداخلة الأطلسي، الطرق السريعة والطاقة المتجددة، موضحاً أنها تشكل ركائز أساسية للرؤية الملكية لجعل الأطلسي فضاءً للتكامل والتنمية المشتركة، وتفتح آفاقاً واعدة للتجارة والاستثمار لدول الساحل.
وختم المشاركون المؤتمر بالإجماع على أن الأقاليم الجنوبية تمثل نموذجاً حياً للتنمية الإفريقية المستدامة، وأن المبادرة الملكية للأطلسي حجر الزاوية لبناء شراكة إفريقية جديدة قائمة على التعاون والولوج العادل للموارد والممرات البحرية، في إطار رؤية ملكية تهدف إلى السلام والتنمية والتكامل القاري.