منع التمييز وتصحيح المعلومات .. رسائل ‘ميثاق مرسيليا’ لإعلام الهجرة

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

منع التمييز وتصحيح المعلومات .. رسائل ‘ميثاق مرسيليا’ لإعلام الهجرة

أُطلق “ميثاق مرسيليا” ليكون بمثابة إطار عمل أخلاقي للصحفيين والعاملين في مجال الإعلام عند تغطية قضايا الهجرة،في خطوة مهمة نحو تعزيز الإعلام المسؤول والمهني. هذا الميثاق، ثمرة تعاون بين صحفيين وباحثين، يسعى إلى تزويد المهنيين بالأدوات اللازمة لتغطية الهجرة بدقة وإنسانية. وقد حظي بتأييد واسع من وسائل إعلام مرموقة مثل “ريبورتير” (Reporterre)، “ميديا بارت” (Mediapart)، “دويتشه فيله” (Deutsche Welle)، “إنفو مايغرانتس” (Infomigrants)، وحتى “فرانس ميديا موند” (France Médias Monde) – الشركة القابضة التي تنتمي إليها إذاعة مونت كارلو الدولية (RFI) – بالإضافة إلى مدارس الصحافة والنقابات.

لمكافحة الصور النمطية وتحسين جودة المعلومات، يوصي الميثاق الصحفيين بشكل خاص بـ “عدم ذكر الأصل، الدين، أو العرق إلا إذا اعتقدوا أن ذلك ذو صلة بإعلام الجمهور”. هذه التوصية حاسمة لضمان ألا تقع التغطية الإعلامية في فخ التصنيفات غير الضرورية، وللتركيز بدلاً من ذلك على الجوانب الجوهرية لقصص الهجرة.

في مواجهة تعقيد الظواهر المتعلقة بالهجرة وتصاعد خطاب الكراهية، يحث الميثاق على اعتماد منهج صحفي يراعي السياق. ويدعو غرف الأخبار إلى تنويع مصادرها وإتاحة الفرصة للمهاجرين أنفسهم للتحدث، مع احترام كرامتهم وقصصهم الشخصية. كما يدعو الميثاق غرف الأخبار إلى توخي الحذر الشديد في اختيار الكلمات المستخدمة لوصف المهاجرين. ينص الميثاق على أن “الصحفيين سيحرصون على استخدام الكلمات الأكثر ملاءمة، بالرجوع إلى التعريفات القانونية والعلمية وكذلك الفئات الإدارية المعمول بها لتجنب الالتباسات والتقريبات”. هذا التركيز على الدقة اللغوية ضروري لتبديد المفاهيم الخاطئة وتعزيز فهم أوضح.

تندرج هذه المبادرة ضمن حركة أوسع لإعادة التفكير في دور وسائل الإعلام في المجتمع. فهي تتشابه مع “ميثاق صحافة تليق بحالة الطوارئ البيئية” الذي أُنشئ في عام 2022، والذي كانت “فرانس ميديا موند” أيضاً من الموقعين عليه. يمثل التوقيع على “ميثاق مرسيليا” محطة جديدة في تطور الممارسات الصحفية، ويدعو العاملين في مجال الإعلام إلى الالتزام بنشاط بتغطية قضايا الهجرة بطريقة أكثر احتراماً لحقوق الإنسان. إنه يؤكد على أن الصحافة ليست مجرد نقل للخبر، بل هي أداة قوية لتشكيل الوعي العام وتعزيز القيم الإنسانية.

التزامات الصحفيين: 11 مبدأ لتغطية مهنية

يحدد الميثاق الجديد 11 التزامًا رئيسيًا للصحفيين المحترفين والعاملين في مجال المعلومات لضمان تغطية مهنية ومسؤولة لقضايا الهجرة:

  1. الشمولية في التناول: فهم أن الهجرة ظاهرة معقدة ومتعددة الأوجه، تتطلب زوايا معالجة تعكس هذه التعددية.
  2. تصحيح المعلومات الخاطئة: متابعة المعلومات المنشورة وتصحيح أي معلومة غير دقيقة فورًا، مع الحرص على التحقق من صحة البيانات التي يوردها الأشخاص العامة.
  3. فضح التضليل والأنماط النمطية: توفير معلومات موثقة ومن مصادر موثوقة وسياقية لمواجهة آليات التضليل والصور النمطية حول الهجرة.
  4. عدم وصم أي فئة: ضمان احترام كرامة المهاجرين في جميع التغطيات الإعلامية، والتساؤل عن التصورات والتحيزات الذاتية، وذكر الأصل أو الدين أو العرق فقط إذا كان ذلك ذا صلة بإعلام الجمهور.
  5. إظهار المهاجرين: الحرص على إعلام جميع الأطراف المعنية، وخاصة الأكثر تضرراً، لضمان تغطية صحفية متوازنة.
  6. الدقة في المصطلحات: استخدام الكلمات الأكثر ملاءمة مثل “مهاجر”، “لاجئ”، “أجنبي”، و”طالب لجوء” بدقة، والرجوع إلى التعريفات القانونية والعلمية.
  7. تطبيق قواعد حقوق الصورة: الحصول على موافقة صريحة ومستنيرة من المهاجرين عند تصويرهم أو تسجيلهم.
  8. تنوع الصور التوضيحية: استخدام صور ومواد توضيحية تعكس تنوع الهجرة وتكون أمينة وحديثة قدر الإمكان.
  9. تسليط الضوء على الحقائق وسياقها: احترام الدقة العلمية للأرقام والبيانات الإحصائية، ووضع القضايا في سياقها لتجنب التناول الجزئي وتوفير معلومات أفضل عن أسباب وآثار الهجرة.
  10. التدريب المستمر: توفير فرص التدريب الأولي والمستمر للصحفيين حول تغطية الهجرة، بما في ذلك التطورات التشريعية وحقوق الإنسان.
  11. قياس الأثر وتحسين الأساليب: تشجيع الصحفيين وفرق التحرير على إجراء مراجعات داخلية منتظمة لتقييم وتحسين الممارسات الصحفية.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!