صحيفة إلكترونية مغربية عامة

لقاء حزبي في مراكش يكشف تحركات سياسية مثيرة للجدل بإقليم الرحامنة

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

تحركات سياسية تثير الجدل بإقليم الرحامنة، ففي لقاء حزبي، نظمته فاطمة الزهراء المنصوري، منسقة القيادة الثلاثية لحزب الأصالة والمعاصرة، يوم الجمعة 17 يناير 2025، بفيلا لها بمراكش، حضره أغلبية رؤساء الجماعات الترابية والبرلمانيين المنتمين لحزب الجرار بجهة مراكش آسفي.

غير أن المفاجأة الكبرى في هذا اللقاء تمثلت في حضور رئيس المجلس الجماعي لجماعة انزالت لعظم بإقليم الرحامنة، المنتمي حاليا و رسميًا لحزب التجمع الوطني للأحرار، وهو ما أثار عاصفة من التساؤلات والجدل حول طبيعة هذا الحضور وخلفياته.

حضور يثير التساؤلات

اللقاء الذي كان حزبيًا بامتياز وليس إداريًا، أعاد فتح النقاش حول انتماءات الفاعلين السياسيين واستراتيجيات الأحزاب في استقطاب الكفاءات والشخصيات المؤثرة على المستوى المحلي. ظهور رئيس جماعة ينتمي إلى حزب التجمع الوطني للأحرار وسط اجتماع لحزب الأصالة والمعاصرة، دفع العديد من المهتمين والمتابعين للشأن السياسي المحلي إلى التساؤل: هل يسعى الرجل إلى تغيير انتمائه الحزبي استعدادًا للانتخابات المقبلة؟ وهل يخطط للترشح تحت لواء الجرار؟

المادة 51 في دائرة النقاش

إذا صحت هذه الفرضية، فإن الأسئلة القانونية تُطرح بقوة، لا سيما فيما يتعلق بتطبيق المادة 51 من القانون التنظيمي للجماعات رقم 113.14، التي يوحي مضمونها على أن أعضاء المجالس المنتخبة وجب عليهم عدم التخلي على انتماءاتهم السياسية خلال المدة الانتدابية بأي شكل من الأشكال و التصرفات. فهل يعتبر حضور رئيس جماعة انزالت لعظم لهذا اللقاء الحزبي خرقًا لهذه المادة؟ وهل سيتخذ حزب التجمع الوطني للأحرار أي خطوات لتوضيح أو محاسبة هذا التصرف؟

الصفة المثيرة للجدل

من بين التساؤلات التي برزت أيضًا، الصفة التي حضر بها رئيس الجماعة هذا اللقاء: هل حضر بصفته الشخصية كفاعل سياسي أم بصفته رئيسًا للمجلس الجماعي؟ وما الذي يجعل هذا اللقاء استثناءً دون غيره، حيث لم يتم توجيه الدعوة لباقي رؤساء الجماعات الترابية بإقليم الرحامنة، سواء المنتمين لحزب التجمع الوطني للأحرار أو حزب الاستقلال؟

لا يمكن قراءة هذا الحضور بمعزل عن السياق السياسي العام، الذي يشهد حراكًا مكثفًا قبيل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. فمن المحتمل أن يكون هذا اللقاء جزءًا من استراتيجية حزب الأصالة والمعاصرة لاستقطاب شخصيات ذات شعبية أو تأثير محلي لتعزيز صفوفه. وفي الوقت ذاته، قد يعكس هذا التحرك رغبة رئيس جماعة انزالت لعظم في البحث عن فضاء سياسي جديد يُمكِّنه من تحقيق طموحاته الانتخابية.

تساؤلات للمستقبل

يبقى السؤال الأكبر: كيف سيتعامل حزب التجمع الوطني للأحرار مع هذا الموقف؟ وهل سيصدر توضيحات رسمية أو يتخذ إجراءات بحق رئيس الجماعة؟ من جهة أخرى، كيف سيُفسر حزب الأصالة والمعاصرة حضور شخصية تنتمي رسميًا إلى حزب آخر في لقاء داخلي؟

إن هذا الحدث يعكس ديناميكية المشهد السياسي المحلي في إقليم الرحامنة وجهة مراكش آسفي عمومًا، حيث تلعب التحالفات والولاءات الحزبية دورًا كبيرًا في تشكيل الخارطة الانتخابية. وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال مفتوحًا حول تأثير هذه الخطوة على مستقبل التوازنات السياسية في المنطقة.

في انتظار الإجابات الرسمية، يبقى الحضور المفاجئ لرئيس جماعة انزالت لعظم في هذا اللقاء علامة استفهام كبيرة، تضيف مزيدًا من التعقيد للمشهد السياسي المحلي وتفتح الباب أمام تكهنات قد تُحسم مع اقتراب موعد الانتخابات.

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!