صحيفة إلكترونية مغربية عامة

التربية البدنية وسؤال تجويد العرض التربوي:محاولة لوضع نموذج حديث

التربية البدنية وسؤال تجويد العرض التربوي

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

يفرض الإنتقال بالعرض التربوي من عرض يسد رمق التلميذ ونهمه المعرفي والعلمي، إلى عرض تربوي أكثر نجاعة وإستدامة يراعي في هندسته البيداغوجية وتخطيطه المنهاجي أبعاد مرتبطة بسوق الشغل والآفاق المهنية، وإمتداد الجسور العلمية والكفايات المعرفية والمهنجية الممتدة على سنوات ما بعد البكالوريا أي الدراسات الجامعية والعليا،وضع خارطة طريق وأرضية صلبة لتجويد المنظومة التربوية والتي يعد تحسين العرض التربوي مدخلا من مدخلاتها الكبرى،ويشمل هذا المعطى أو المقتضى ضرورة فتح مدارس نموذجية في بعض التخصصات العلمية على مستوى الأسلاك التعليمية الأساسية وبخاصة السلك الثانوي التأهيلي والسلك الثانوي الإعدادي،ومن جملة هذه التخصصات نجد؛ التربية البدنية والرياضية،مع إعادة النظر في برنامج دراسة ورياضة وتحيين أهدافه ومنطلقاته الأساسية،حتى يتلاءم مع إنتظارات وتوجهات التلاميذ المتغيرة والمتزايدة.

سنحاول من خلال هذه الورقة أو المقالة إن جاز التعبير أن نضع خارطة طريق أو أرضية أولية لإعادة النظر في تخصص علمي ومعرفي ألا وهو مسار التربية البدنية والرياضية،لا على صعيد المدارس الثانوية التأهيلية (أولا)،ولا على صعيد خلق مدارس ثانوية إعدادية نموذجية (ثانيا)،ولا على صعيد إحداث مدارس ثانوية تأهيلية نموذجية (ثالثا).

أولا: التربية البدنية والرياضية…مسلك دراسي خاص:
إن الإرتقاء بمسار التربية البدنية والرياضية كتخصص أو مسلك متفرد على مستوى الثانوي التأهيلي،يقتضي إعادة النظر في الطريقة التي تدبر بيها الوزارة الوصية على القطاع هذا التخصص،المتبلورة في إعتماد برنامج دراسة ورياضة هذا الأخير متعدد المسارات بحيث هناك مسار دراسة و رياضة في مسلك العلوم الحقة.وفي مسلك الآداب والعلوم الانسانية…فحضور الرياضة في هذه المسالك و غيرها لا يعدو أن يكون حضورا تكميليا. يأتي بهدف توفير فضاء لإبراز القدرات بالنسبة للمواهب الرياضية.وبالتالي والحالة هذه لا يشكل برنامج دراسة ورياضة توجها دراسيا بمعنى الكلمة،فالدراسات الرياضية والبدنية ليست محصورة في تخصيص حيز زمني أوسع لممارسة النشاط البدني ما يقارب 6 ساعات في اليوم مع تخصيص الوقت المتبقي للدروس المرتبطة بمواد المسلك المختار تبعا للشعبة التي يدرس بها التلميذ أو التلميذة،وإنما يستوجب الأمر تحيين هذا المسار أو إستبداله بمسار آخر أكثر جاذبية وأكثر توافق مع سوق الشغل،ولهذه الغاية يمكن إقتراح الهندسة البيداغوجية التالية:
– نقترح تسمية هذا المسار بمسلك ” علوم الرياضة والتربية البدنية.”
– نقترح أن تنظم الدراسة بهذا المسلك على إمتداد 3 سنوات مع التوجيه نحو التخصص إما نحو علوم الرياضة أو التربية البدنية إنطلاقا من السنة الثانية أي مستوى السنة الأولى بكالوريا تحديدا.
– ونقترح الهندسة البيداغوجية التالية على مستوى المواد:
* على مستوى الجذع مشترك علوم الرياضة والتربية البدنية:
– فلسفة الرياضة.
– التاريخ والجغرافيا.
– الثقافة الرياضية.
– التربية الإسلامية.
– اللغة العربية.
– اللغة الفرنسية.
– اللغة الإنجليزية.
– التدريب الرياضي.
– علوم الحاسوب.
– علوم الحياة والأرض.
– الرياضات الفردية:الجوجيتسو.
* على مستوى السنة الأولى بكالوريا مسار علوم الرياضة:
– الطب الرياضي.
– الإسعافات الأولية.
– الفيزياء وعلم الحركة.
– التاريخ الرياضي.
– جغرافيا النشاط الرياضي.
– الرياضات الجماعية: كرة اليد.
– الفلسفة وقضايا المنطق.
– اللغة العربية.
– اللغة الفرنسية.
– اللغة الإنجليزية.
– التربية الحقوقية والقانونية.
– التربية الإسلامية.
* على مستوى السنة الثانية بكالوريا مسار علوم الرياضة:
– الإطار القانوني والمؤسسي للرياضة.
– علم النفس الرياضي.
– علم الإجتماع الرياضي.
– إقتصاديات الرياضة.
– إدارة المحافل الرياضية.
– التربية الإسلامية.
– اللغة العربية.
– اللغة الفرنسية.
– اللغة الإنجليزية.
– الرياضات العقلية: البيلياردو.
– الإعلام الرياضي.
– تحكيم مباريات كرة السلة.
* على مستوى السنة الأولى مسار التربية البدنية:
– التاريخ والجغرافيا.
– علم التشريح.
– الإسعافات الأولية والإصابات الرياضية.
– المؤسسات الرياضية.
– الترويح والتنشيط الرياضي.
– الدعم النفس للرياضي.
– التخطيط والتكتيكات الرياضية.
– الرياضات الجماعية: كرة اليد.
– التربية الإسلامية.
– أصول النشاط الرياضي.
– اللغة العربية.
– اللغة الفرنسية.
– اللغة الإنجليزية.
– تقنيات التحكيم الحديثة.
* على مستوى السنة الثانية بكالوريا مسار التربية البدنية:
– الإعلام الرياضي.
– الرعاية الرياضية.
– التشريع الرياضي.
– الرياضات العقلية: السنوكر.
– التربية الإسلامية.
– اللغة العربية.
– اللغة الفرنسية.
– اللغة الإنجليزية.
– التربية الحقوقية والقانونية.
– قضايا رياضية معاصرة.
– الفلسفة وقضايا المنطق.
هذه تبقى مقترحات أولية في أفق إعتماد مدارس نموذجية،متخصصة في المجال الرياضي أو بالأحرى يمكن إعتبارها خطوة أولى نحو خلق هذه المدارس النموذجية المشار إليها.
ثانيا: مدارس رياضية…ثانوية إعدادية:
يساعد خلق مدارس رياضية نموذجية على صعيد الثانوي الإعدادي أرضية مناسبة لتوطين ركائز مسار تخصصي طويل المدى،وذلك من خلال ضمان توفير تخصص رياضي للتلاميذ يمكنهم من توسيع مداركهم في المجال الرياضي وحفزهم على تنمية مهاراتهم وصقل مواهبهم الرياضية المتنوعة والمتعددة،ولايكفي إحداث هذه المدارس وتركها مشرعة أمام من هب ودب أو تخصص من لا تخصص ولاموهبة له بل لابد من أي يقرن الولوج إليها،بناءا على معايير إنتقائية محددة وواضحة،كالتوفر على معدل جيد في شهادة إنهاء الدروس الإبتدائية أو عبر إنتقاء أولي للمترشحين وإختبار قبول كتابي أول يمتحن فيه المترشحين في ثقافتهم ومعلوماتهم الرياضية و إختبار ثاني شفوي يقاس من خلاله مدى قدرة الطلاب على مسايرة دروس التخصص وهل لديهم الرغبة في تطوير مستواهم المعرفي والتقني في التخصص،ثم إختبار ثالث لقياس اللياقة البدنية للمترشحين وهل في مقدورهم مواكبة الدروس النظرية التي سيتلقونها في هذا التخصص أم لا؟
ولمرور إختبارات الولوج هذه في ظروف تتطبعها الشفافية والنزاهة،يجب إسناد أمر تنظيمها إلى لجنة خارجية مستقلة مشكلة من أساتذة مبرزين في تخصص التربية البدنية ومفتشين في التربية البدنية وخبراء أكاديميين في المجال تحت مراقبة،المدير الجهوي للتربية والتكوين المتواجدة في دائرة نفوذه الترابية المؤسسة المعنية بالإختبارات،وكذا النائب الإقليمي للتربية والتعليم.
ويمكن الإكتفاء فقط بطريقة واحدة من طرق الولوج أو الإنتقاء المومأ إليه آنفا،تبعا للظروف وللخصاص ولطبيعة الفضاء التربوي،ولطاقته الإستعابية…
تمتد الدراسة داخل هذه المدارس النموذجية على ثلاث سنوات،توزع كالآتي؛ السنة الأولى إعدادي،السنة الثانية إعدادي،السنة الثالثة إعدادي.
مع ترك الخيار للتلميذ أو التلميذة في إختيار لغة التدريس التي يرغب فيها،وذلك من خلال،إختيار التوجه (عام أو دولي)
يتلقى التلاميذ دروسا نظريا وأخرى تطبيقية،يخصص للدروس النظرية حيز زمني لايقل عن 6 ساعات،في حين يخصص للدروس التطبيقية حيز زمني لا يقل عن 10 ساعات أسبوعيا.
تغطي هذه الدروس جوانب تتعلق بالثقافة الرياضية والقوانين الرياضية وطرق إدارة المسابقات الرياضية وهلم جرا.
تختتم الدراسة بهذه المدارس بنيل شهادة إنهاء الدروس الإعدادية في الدراسات الرياضية بعد إجتياز الإختبارين الموحدين الجهوي والمحلي وإستيفاء متطلبات فروض مواد المراقبة المستمرة للدورتين الأولى والثانية،وتتكون الإختبارات الإشهادية من إمتحانات تطبيقية وإمتحانات نظرية على أساسها يجري إحتساب المعدل العام للدورة والمعدل العام السنوي.
تنتظم الدراسة في هذه المدارس وفق مسالك تخصصية محددة،يلج إليها التلاميذ إنطلاقا من السنة الثالثة إعدادية وهي كالتالي؛( مسلك الثقافة الرياضية،مسلك الإعلام والإتصال الرياضي،مسلك الأنشطة البدنية،مسلك القانون الرياضي والإدارة الرياضية).
ويراعى أثناء هندسة مناهج هذه التخصصات مستوى التلاميذ المعرفي والعقلي والبدني في هذه المرحلة،حتى يتسنى لهم إستيعاب الدروس وهضمها.
وتحقيقا لمبدأ الإنصاف والعدالة في الولوج إلى التعليم،يستحب أن تتضمن هذه المدارس أقسام داخلية بعدد معقول وأخرى عامة،لتخفيف العبء على التلاميذ الوافدين من مناطق بعيدة عن النطاق الترابي الذي تتواجد فيه هذه المدارس،وجعل محور إهتمامهم الدراسة والتحصيل لاغير.
وإستمرارا في تكريس مبدأ ” تنويع العرض التربوي”،لابد من ربط جسور بين المرحلة الإعدادية والمرحلة الثانوية من التعليم الأساسي،يحتم الأمر الواقع إنشاء مدارس ثانوية تأهيلية رياضية نموذجية.
ثالثا: مدارس رياضية…ثانوية تأهيلية:
بعد الحصول على شهادة إنهاء الدروس الإعدادية في الدراسات الرياضية من المدارس الرياضية الثانوية الإعدادية يحق لتلاميذ هذه الأخيرة الإلتحاق مباشرة بالمدارس الثانوية التأهيلية الرياضية من دون شروط ولا إختبارات القبول،مع السماح للوافدين من المدارس العادية بالولوج بعد إجتياز إختبارات القبول والخضوع لإنتقاء مسبق،حسب الطاقة الإستيعابية لهذه المدارس،مع تضمينها لأقسام خارجية وأخرى داخلية،تمتد الدراسة داخل هذه الأخيرة على ثلاثة سنوات،تختتم بنيل شهادة البكالوريا في إحدى المسالك التالية؛ مسلك الإعلام والإتصال الرياضي،مسلك الألعاب الرياضية والتنشيط،مسلك القانون الرياضي والإدارة الرياضية.
ينال التلاميذ شهادة البكالوريا في الدراسات الرياضية بعد إجتيازهم بنجاح إمتحانات البكالوريا النظرية والتطبيقية للسنتين الاولى والثانية من سلك البكالوريا،وإستيفاء فروض جميع المواد المبرمجة بنجاح،وكذا بعد مناقشة تقرير عن تدريب أجراه التلميذ(ة)،تحت إشراف أستاذ يدرس بالمدارس المذكورة بإحدى الجمعيات أو النوادي الرياضية،ويناقش التقرير أمام لجنة تتكون على الأقل من 3 إلى 4 أساتذة،وتدرج النقطة الممنوحة عن اللجنة كتقييم للتقرير ضمن مادة الأشغال والأعمال الميدانية المقررة في الإمتحان الوطني الموحد في جميع مسالك شعبة الدراسات الرياضية.
ويسمح لهذه المدارس بإجراء مسابقات ودوريات رياضية بشكل دوري،وأيضا دورات وورشات ووندوات وموائد مستديرة للتلاميذ لمناقشة مختلف القضايا الرياضية الراهنة ولإطلاع التلاميذ على مستجدات التحكيم في عالم الرياضة وجديد القوانين المؤطرة للعديد من الرياضات…
وإجراء خرجات وزيارات ميدانية نحو المؤسسات الرياضية وغيرها من الأنشطة الموازية التي يستفيد منها التلاميذ والتلميذات.

تأسيسا على ما سبق،نستطيع القول بأن تنويع العرض التربوي لابد من أن يكون مقرونا بمبدأ الإستهداف الواسع النطاق،حتى يغطي كل المجالات بما فيها المجال الرياضي،عبر خلق مدارس رياضية نموذجية تستهدف بالأساس تكوين جيل من الرياضيين والمدربين والحكام والمنظمين والخبراء الرياضيين يمكن التعويل عليهم مستقبلا في تحسين المشهد الرياضي الوطني وكذا المساهمة في صناعة سياسة عمومية رياضية أكثر نجاعة وفعالية.
#من توقيع عبدالرزاق حمادشي.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!