ثنائية الفن والبيئة تتجسد في فعاليات ملتقى بصمات الثالث بابن جرير

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

ثنائية الفن والبيئة تتجسد في فعاليات ملتقى بصمات الثالث بابن جرير

محمد الدفيلي:

(الصور عن صفحة الجمعية)

أسدل الستار مساء الأحد الموافق 29 يونيو 2025، على فعاليات النسخة الثالثة من الملتقى الوطني “بصمات ابن جرير”، والذي أقيم تحت شعار “ثنائية الفن والبيئة”. الملتقى، الذي نظمته جمعية بوصلة للثقافة والتواصل بدعم من المجلس الجماعي لابن جرير وتحت إشراف عمالة إقليم الرحامنة، ترك بصمة فنية وبيئية واضحة في المدينة.

شهد حفل الاختتام بدار الطالب والطالبة بابن جرير تتويجًا للإبداعات التي قدمها المشاركون، حيث جرى توزيع شهادات المشاركة على الفنانين والمساهمين في جو من التقدير والبهجة. ألقيت كلمات مؤثرة أشادت بحسن التنظيم وروح التعاون، مؤكدة على أهمية استمرارية الملتقى كمحطة سنوية تجمع بين الفن والإبداع والوعي البيئي. كما تخللت الأمسية تبادل لوحات فنية وتقديم هدايا رمزية، واختُتمت بفقرات فنية وصور جماعية تعكس روح العطاء الجماعي والأمل في لقاء جديد بالنسخة الرابعة.

انطلقت فعاليات الملتقى مساء الجمعة 27 يونيو 2025 بدار الشباب القدس، بحضور كوكبة من الفنانين التشكيليين من مختلف أنحاء المغرب، إلى جانب فعاليات ثقافية وجمعوية. افتُتح معرض جماعي ضم أعمالًا فنية متنوعة، جسّدت ببراعة رسائل بيئية وإنسانية هادفة. وشهد الافتتاح لحظة وفاء بتكريم الفنانين لحسن فرساوي، المعروف ببراعته في فن الحروفيات، والفنان والكاتب عبد الغفور خوى، تقديرًا لمسيرتهما الثقافية. وقد أضفت الوصلات الغنائية لمسة فنية راقية، مزجت بين الموسيقى والفن التشكيلي في تناغم تام مع روح الملتقى وشعاره.

شهدت أيام الملتقى زخمًا من الأنشطة والورشات التفاعلية. ففي صباح السبت 28 يونيو، تحولت جدران فضاء جسر القراءة-ميديا بارك إلى لوحات فنية نابضة بالحياة، حيث أبدع فنانون تشكيليون في رسم جداريات عكست تيمة الملتقى حول البيئة والتوازن الطبيعي. وبالتوازي، احتضنت دار الطالب ابن جرير نشاط السبوزيوم الجماعي، حيث انكب فنانون على إنجاز لوحات فردية بأساليب ومدارس فنية متنوعة في جو من التركيز والإبداع.

 

وفي مساء اليوم ذاته، تحول منتزه الأمير مولاي الحسن إلى فضاء فني مفتوح استقبل عشرات الزوار من مختلف الأعمار. استمتع الحضور بمجموعة من الورشات التفاعلية التي جمعت بين الإبداع والبعد البيئي، شملت الرسم والتلوين للأطفال، وورشة في إعادة التدوير التي أعادت تعريف الجمال من خلال النفايات، بالإضافة إلى ورشة في الخط العربي. واختُتم اليوم بجلسة نقاش فكرية حول دور الفن في خدمة البيئة، جمعت فنانين وفاعلين جمعويين، مؤكدة على ضرورة تسخير الإبداع في معركة التغيير الإيجابي.

 

وفي صباح يوم الأحد 29 يونيو، واصلت ألوان الإبداع تزيين جدران دار الطالب والطالبة، حيث شارك فنانون متميزون في رسم جداريات فنية تحاكي الجمال والطبيعة، معبّرين عن عمق العلاقة بين الفن كأداة للتغيير البيئي والفضاءات الاجتماعية المعنية بتربية الأجيال.

سبقت فعاليات الملتقى أيام تحضيرية مكثفة بدأت يوم الاثنين 23 يونيو 2025. شرع فريق عمل الجمعية في تنظيم ورشة تحضيرية لإعداد لوحات السبوزيوم التي تم تركيبها في مختلف فضاءات المدينة، لتعكس الانسجام الفني بين الإبداع التشكيلي والوعي البيئي.

وشهدت الأيام التحضيرية كذلك تهيئة “كشك القراءة” بفضاء جسر القراءة، حيث تم إعادة صباغته وتأهيله ليصبح فسحة فنية زاهية. كما قامت أطر الجمعية بإنجاز لوحات تشكيلية عُرضت في حفل الافتتاح الرسمي. وتوجت هذه الأيام بورشة فنية خاصة بأطفال الجمعية، لإبراز مواهبهم وتثمين مساهماتهم في المشهد التشكيلي، بالإضافة إلى استكمال أشغال صباغة وتأهيل فضاء جسر القراءة وأعمال البستنة وتنسيق محيطه، والشروع في إعداد جدار كبير لرسم جداريات فنية.

لقد جسّد ملتقى “بصمات ابن جرير” في نسخته الثالثة التزامًا حقيقيًا بتعزيز حضور الفن في الفضاءات العمومية وربطه بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، مؤكدًا على أن الفن لا يقتصر على التعبير الجمالي، بل هو أيضًا وسيلة فعالة للوعي والتغيير نحو مستقبل أفضل.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اعلان اشهاري
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.