وفد مغربي رفيع المستوى يزور جامعة أسكودار لتعزيز الشراكة الأكاديمية مع تركيا
وفد مغربي رفيع المستوى يزور جامعة أسكودار لتعزيز الشراكة الأكاديمية مع تركيا
اسطنبول، تركيا – قام وفد رسمي من مجلس الشباب المغربي للتعاون الدبلوماسي والدولي، برئاسة سفير المجلس بالجمهورية التركية، السيد هيثم انقيتة، في إطار الجهود المبذولة لتعزيز الروابط الثقافية والأكاديمية بين المغرب وتركيا، بزيارة عمل إلى جامعة أسكودار في إسطنبول. وتهدف هذه الزيارة إلى ترسيخ أواصر التعاون الأكاديمي والثقافي بين البلدين الصديقين، حسب بلاغ صحفي توصلت به الصحيفة.
حضر اللقاء البروفيسور الدكتور نفزات تارهان، رئيس جامعة أسكودار، وعدد من مسؤولي الجامعة وأطرها الأكاديمية. وقد ناقش الطرفان سبل تعزيز التعاون بين المؤسسات الجامعية المغربية والتركية، وتبادل الرؤى حول دعم الطلبة والشباب من خلال برامج أكاديمية وثقافية مشتركة تسهم في بناء جسور التواصل الحضاري وتفعيل الدبلوماسية الشبابية.
خلال كلمته، أشاد السيد هيثم انقيتة بمستوى تفوق الطلبة المغاربة في الجامعات التركية، مشيراً إلى دورهم الهام في تمثيل المغرب بصورة مشرفة من خلال تميزهم الأكاديمي ومشاركتهم الفعالة في الأوساط الجامعية. وأكد انقيتة أن هذا الحضور الإيجابي يجب أن يُترجم إلى شراكات استراتيجية بين الجامعات المغربية ونظيراتها التركية، تتجسد في برامج لتبادل الطلاب والأبحاث العلمية المشتركة والتعاون الثقافي الشامل. وشدد على أن تفعيل التعاون الأكاديمي أصبح ضرورة ملحة لتكوين جيل جديد من الشباب المنفتح والمتعاون، والمتمسك بثقافة التفاهم والاحترام المتبادل، وذلك انطلاقاً من الأسس المتينة للعلاقات المغربية التركية القائمة على التاريخ المشترك والقيم الحضارية المتقاربة.
من جانبه، رحب البروفيسور نفزات تارهان بالوفد المغربي، مؤكداً أن العلاقات المغربية التركية تشهد تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، خاصة على المستوى الجامعي. وأشار إلى أن تركيا تعتبر المغرب شريكاً استراتيجياً مهماً في المنطقة، مشيداً بدور التعليم العالي كرافعة قوية للدبلوماسية الثقافية. كما نوّه تارهان بالجهود الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في ترسيخ دعائم العلاقات الاستراتيجية بين المغرب وتركيا، والتي ساهمت بشكل كبير في تعزيز التعاون الثنائي في مجالات التعليم العالي والثقافة. وعبر عن إعجابه بالمستوى المتميز للجالية المغربية المقيمة بتركيا، وخاصة الطلبة، من حيث الانضباط والاندماج الإيجابي والمساهمة الفعالة في الحياة الجامعية والثقافية، مؤكداً أن هذا النموذج يعكس عمق العلاقات وإمكانات تطويرها مستقبلاً.
وفي سياق متصل، أعرب السيد پايمان جعفري، رئيس المكتب الدولي بجامعة أسكودار، عن تقديره العميق للدور الحيوي الذي يقوم به مجلس الشباب المغربي للتعاون الدبلوماسي والدولي، سواء داخل الجامعات التركية أو على المستوى الدولي. وأشار إلى أن المجلس يشكل نموذجاً رائداً في تعزيز الدبلوماسية الثقافية، من خلال دعمه للمبادرات الشبابية وتنظيمه لأنشطة تحفز على الحوار الحضاري والتبادل الأكاديمي والتقارب بين الثقافات. وأشاد بالكفاءة العالية والانخراط الإيجابي للشباب المغربي في الفضاءات الجامعية التركية، من خلال مشاركتهم الفعالة في الأندية الطلابية وقيادتهم لمشاريع تساهم في ترسيخ قيم التفاهم والانفتاح. وأضاف أن عمل المجلس لا يقتصر على البعد الثنائي، بل ينخرط أيضاً في تعزيز العلاقات متعددة الأطراف من خلال مبادراته الدولية وشراكاته الواسعة مع مؤسسات أكاديمية ومنظمات شبابية من مختلف أنحاء العالم، مما يجعله فاعلاً دبلوماسياً متميزاً في الحقل الأكاديمي العالمي.
وتندرج هذه الزيارة في إطار استراتيجية مجلس الشباب المغربي للتعاون الدبلوماسي والدولي، الهادفة إلى تعزيز حضور الشباب المغربي، ولا سيما أبناء الجالية، في مواقع التأثير والمشاركة في صياغة العلاقات الدولية الحديثة. ويعمل المجلس في هذا السياق على تفعيل الدبلوماسية الموازية كآلية استراتيجية لدعم توجهات المملكة المغربية في بناء علاقات متعددة الأطراف قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر. كما تأتي هذه الدينامية انسجاماً تاماً مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي ما فتئ يؤكد على ضرورة تمكين كفاءات مغاربة العالم، ودعم إشعاعهم في مختلف المحافل الدولية، باعتبارهم رافعة أساسية لتعزيز الحضور المغربي في الفضاءات الأكاديمية، والثقافية، والدبلوماسية، ولعب دور محوري في توطيد روابط التعاون والتفاهم بين الشعوب.