دبلوماسية ملكية رائدة تتجلى في ندوة دوسلدورف حول التنمية والتعاون

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

دبلوماسية ملكية رائدة تتجلى في ندوة دوسلدورف حول التنمية والتعاون

علي السعماري: رئيس المجلس الفيدرالي الديمقراطي المغربي الألماني

دوسلدورف، ألمانيا –شهدت مدينة دوسلدورف الألمانية، بتاريخ 31 ماي 2025، حدثًا دوليًا استثنائيًا تمثل في تنظيم الدورة الأولى لـ “الندوة الدولية لمغاربة العالم وقضايا الوطن”. هذه المبادرة المرموقة، التي نظمها المجلس الفيدرالي الديمقراطي المغربي الألماني، جاءت تحت شعار “المبادرات الجيوسياسية لجلالة الملك محمد السادس من أجل التنمية والسلام والتعاون الدولي”، وسلطت الضوء على الدور المحوري للمغرب على الساحة الدولية والإقليمية.

حضور دولي وازن وتزامن استراتيجي:

جمعت الندوة نخبة من الفعاليات السياسية والاقتصادية والجمعوية من مختلف أقطاب الجالية المغربية حول العالم، إلى جانب شخصيات بارزة من رجال السياسة والمال والأعمال الألمان. وقد أثرى هذا الحضور المتنوع النقاشات والحوارات بمداخلات قيمة وعميقة، مما عكس أهمية الموضوع المطروح وتزايد الاهتمام الدولي بالسياسة الخارجية المغربية.

ويأتي تنظيم هذه الندوة في توقيت استراتيجي، يتزامن مع التطورات الإيجابية المتسارعة التي تشهدها قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية. هذه التطورات لم تعزز فقط من مكانة المغرب على الصعيد الإقليمي، بل أكدت أيضًا دوره المتنامي كفاعل أساسي وموثوق به على الساحة الأفريقية والدولية عمومًا، بفضل الرؤية الثاقبة والسياسة الحكيمة التي ينتهجها جلالة الملك محمد السادس.

رؤية ملكية لتعزيز السلم والتنمية والتعاون جنوب-جنوب:

شكلت المداخلات المتعددة فرصة للتأكيد على الدور الرائد الذي يضطلع به جلالة الملك محمد السادس في دعم عمليات السلم والاستقرار وتعزيز التنمية الشاملة، ليس فقط على الصعيد الدولي ولكن بشكل خاص في القارة الأفريقية. لقد أصبحت السياسة الخارجية لجلالة الملك في أفريقيا تُعد نموذجًا يحتذى به في التعاون جنوب-جنوب، مستندة إلى مبادئ التضامن والشراكة المتكافئة والمنفعة المتبادلة.

وفي هذا السياق، استعرض المتحدثون مقتطفات هامة من الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في إحدى دورات منتدى “كرانس مونتانا” التي انعقدت بالداخلة، المدينة المغربية الجميلة التي تجسد العمق الأفريقي للمملكة. هذه الرسالة جسدت بوضوح الرؤية الملكية لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي وتحقيق التنمية المستدامة في القارة السمراء، انطلاقًا من إيمان راسخ بقدرات الجنوب.

جذور تاريخية راسخة: روابط مغربية-ألمانية تتجاوز الأجيال:

لم تقتصر النقاشات على الأبعاد الجيوسياسية المعاصرة، بل تعمقت أيضًا في الجذور التاريخية للروابط المتينة التي تجمع بين المغرب وألمانيا. وقد أشاد المتدخلون بالدور البطولي والحاسم الذي لعبه الجنود المغاربة خلال الحرب العالمية الثانية، ومساهمتهم في تحرير أوروبا. كما تم تسليط الضوء على الإسهامات الجوهرية التي قدمها المهاجرون المغاربة الأوائل في جهود إعادة البناء الاقتصادي والاجتماعي لألمانيا بعد الدمار الذي خلفته الحرب.

في هذا الصدد، شدد النائب عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وعضو الائتلاف الحكومي الحالي، على الأهمية القصوى للاعتراف بهذا التاريخ المشترك الغني، ودوره في بناء جسور التفاهم والتعاون بين الشعبين. وأكد أن هذا الاعتراف يجب أن يتجلى بشكل خاص في مدن ألمانية كبرى مثل فوبرتال، دوسلدورف، وفرانكفورت، حيث تتجذر الجالية المغربية بعمق وتمثل جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي لهذه المدن.

المغرب: قبلة للاستثمار ومستقبل واعد في عصر الذكاء الاصطناعي:

من منظور اقتصادي، قدم المهندس في الذكاء الاصطناعي، السيد ماتياس كوخ، رؤية تحليلية حول الدور المحوري والمتنامي للمغرب في المجال الاقتصادي والتنمية المستدامة على الصعيد الدولي. وأرجع السيد كوخ هذا التقدم الملحوظ إلى السياسات المنفتحة والمحفزة التي ينتهجها جلالة الملك محمد السادس، والتي أسفرت عن خلق بيئة جاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة، مما أدى إلى تدفق المشاريع الاستثمارية الكبرى وتهافت الشركات العالمية على تأسيس وجود لها في المملكة المغربية.

كما ركز السيد كوخ على الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي ودوره في إحداث ثورة في قطاعات حيوية كالسياحة في المغرب. ودعا إلى استغلال هذه التقنيات الحديثة من خلال برامج مستقبلية مبتكرة وشراكات استراتيجية مثمرة بين ممثلي القطاع السياحي في البلدين، بهدف تعزيز التنافسية المغربية وجذب المزيد من السياح من مختلف أنحاء العالم.

ختام مميز وتكريم للمساهمين:

في ختام فعاليات هذا الحدث الدولي البارز، تفضل السيد علي السعماري، رئيس المجلس الفيدرالي الديمقراطي المغربي الألماني، بتوزيع شهادات تقديرية على جميع المشاركين الذين أسهموا بفعالية في إثراء الندوة. وشمل التكريم كلاً من الأساتذة، الدكاترة، السياسيين، ورجال الأعمال، الذين كانت لمداخلاتهم القيمة دور كبير في إنجاح الندوة وتحقيق أهدافها المتمثلة في تعزيز الحوار والتفاهم والتعاون بين المغرب وألمانيا، وفي تسليط الضوء على الإشعاع الدولي للمملكة.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اعلان اشهاري
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.