مهرجان “أرواح غيوانية” يختتم فعالياته في الدار البيضاء بنجاح باهر
مهرجان “أرواح غيوانية” يختتم فعالياته في الدار البيضاء بنجاح باهر
الدار البيضاء، 16 يونيو 2025 – اختتمت فعاليات الدورة الثانية لمهرجان “أرواح غيوانية” بمدينة الدار البيضاء مساء السبت الماضي، في حفل غنائي وموسيقي ضخم أقيم بساحة ماريشال، وشهد حضورًا جماهيريًا غفيرًا وتفاعلًا كبيرًا مع الفن الغيواني الأصيل.
كانت الأمسية الختامية نقطة مضيئة في تاريخ المهرجان، حيث قدمت فرقة موسيقية ضخمة تتألف من 57 عازفًا، بقيادة المايسترو المتميز مولاي رشيد الركراكي، عيون المقاطع الغيوانية الشهيرة بحلة أوركسترالية فريدة. وقد شكل هذا العرض تجربة رائدة تُعد الأولى من نوعها في المغرب، حيث جمعت بين عراقة الفن الغيواني وجمالية التوزيع الأوركسترالي، متطلبة استعدادات مكثفة وتدريبات شاقة لضمان التناغم المثالي.
ولم يقتصر المهرجان، الذي نظمته وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجلس جهة الدار البيضاء سطات، على العروض الموسيقية فحسب، بل شهد أيضًا لحظات مؤثرة لتكريم رموز الفن الغيواني. فقد تم الاحتفاء بشكل خاص بالفنان القدير عبد الكريم القسبجي، عضو مجموعة جيل جيلالة، والفنان محمد حمادي، عضو مجموعة لمشاهب، بحضور زملائهم وأعضاء الفرق الغنائية ورواد الحركة الغيوانية، تقديرًا لمساهماتهم القيمة في إثراء الساحة الفنية المغربية.
توزعت الاختيارات الغنائية للفرقة الموسيقية على ثلاث مجموعات غنائية، تماشيًا مع تكريمات أفرادها. بدأت الأمسية مع مختارات من أغاني مجموعة لمشاهب، مثل “خليلي”، “حمودة”، و”داويني”، التي أدت الفرقة الأوركسترالية أجزاء منها، قبل أن يتم تكريم الفنان محمد حمادي.
تلتها مختارات من ريبرتوار مجموعة جيل جيلالة، شملت روائع “يا ذوك اللايمين”، “العيون عينيا”، و”الكلام المرصع”، وحظي بعدها الفنان عبد الكريم القسبجي بالتكريم المستحق.
وفي لحظة تاريخية، شهدت فقرة ناس الغيوان مشاركة شرفية لعميدها الفنان عمر السيد، بينما أبدع الفنان رشيد باطما في أداء المقاطع الفردية للمجموعة بمشاركة الفرقة الموسيقية والكورال، مرددين معًا روائع “الصينية” و”أهل الحال” وغيرها من الأغاني التي ميزت مسيرة المجموعة.
اختتمت السهرة بصعود جماعي للمكرمين الذين أدوا جميعًا رائعة “نداء الحسن“، في مشهد تفاعلي رددته معهم الجماهير الغفيرة التي توافدت على “بلاص ماريشال” لاستعادة نوستالجيا الفن الغيواني الأصيل.
لم تقتصر فعاليات المهرجان على الحفل الختامي، بل تضمنت أمسية الجمعة الماضية سهرة فنية أخرى بمشاركة الثلاثي محمد الدرهم ونبيل الخالدي والمعلم باقبو، بالإضافة إلى مجموعة تكادة التي ألهبت الساحة بإيقاعاتها وأهازيجها التراثية.
يذكر أن الدورة الثانية لمهرجان “أرواح غيوانية”، التي يديرها فنيًا الإعلامي زهير علوان، امتدت على ثلاث محطات، بدأت بسطات وبنسليمان قبل أن تختتم في الدار البيضاء. وشهدت هذه الدورة مشاركة واسعة لمجموعات عريقة مثل ناس الغيوان، لمشاهب، مسناوة، السهام، وبنات الغيوان، إلى جانب العديد من الفرق الشبابية الغيوانية الصاعدة مثل “اللمة”، “العاشقين”، “جنان الغيوان”، “حفاد الغيوان”، “أولاد السوسدي”، “أفريكا سلم”، “جورا”، “صابا قدوس”، وجمال الغيواني، مما يعكس استمرارية وتجدد هذا الفن المتجذر في الثقافة المغربية.