الذكرى التاسعة والستون لتأسيس القوات المسلحة الملكية..مسيرة من التضحية والوفاء

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

الذكرى التاسعة والستون لتأسيس القوات المسلحة الملكية..مسيرة من التضحية والوفاء

حلت علينا الذكرى التاسعة والستون لتأسيس القوات المسلحة الملكية، محطة وطنية راسخة في تاريخ المغرب الحديث، نستحضر فيها بكل إجلال وتقدير التضحيات الجسام التي بذلها ويبذلها رجال ونساء هذه المؤسسة العتيدة في سبيل الدفاع عن حوزة الوطن ووحدته الترابية وأمنه القومي. إنها مناسبة لتجديد مشاعر العرفان بالدور الريادي الذي اضطلع به مؤسس الجيش المغربي الحديث، المغفور له محمد الخامس، والذي سار على نهجه رفيقه في درب التحرير والبناء، المغفور له الحسن الثاني، الذي عمل جاهداً على تطوير هذه المؤسسة وترسيخ أسسها المتينة من المهنية والانضباط والجاهزية.

يأتي “الأمر اليومي” الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية،أمس الأربعاء 14 ماي الجاري،  ليؤكد على الاعتزاز العميق بهذه المؤسسة ودورها المحوري في مواجهة التحديات المعاصرة المتزايدة. ففي عالم يموج بالتقلبات والمخاطر الأمنية العابرة للحدود، يصبح “التسلح بالحكمة واليقظة والمعرفة” ضرورة ملحة، وهو ما تجسده قواتنا المسلحة الملكية بفضل التكوين المستمر والجاهزية العالية التي يتمتع بها أفرادها.

ولم يقتصر دور القوات المسلحة الملكية على حماية الحدود والدفاع عن التراب الوطني فحسب، بل امتد ليشمل العمل الإنساني النبيل. ففي أوقات الكوارث الطبيعية والأزمات، تبرز الوحدات العسكرية في الصفوف الأمامية لتقديم يد العون والمساعدة للمواطنين، تجسيداً لقيم التضامن والتآزر التي يتحلى بها المغاربة. إن الدور المتقدم الذي تقوم به هذه القوات في عمليات الإنقاذ وتقديم الخدمات الطبية يعكس مستوى عالياً من المسؤولية الوطنية والاحترافية.

كما يشكل برنامج الخدمة العسكرية، الذي أطلقه المغرب قبل سنوات، ورشاً وطنياً هاماً يساهم في تنمية قدرات الشباب وتأهيلهم للانخراط في سوق الشغل. فمن خلال التكوينات المتنوعة التي يوفرها، يكتسب الشباب قيماً نبيلة كالالتزام والانضباط، بالإضافة إلى مهارات مهنية تفتح لهم آفاقاً واعدة.

وعلى الصعيد الدولي، يظل الحضور المغربي في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بارزاً ومشهوداً له. فمشاركة الوحدات المغربية في بعثات حفظ السلام في مناطق مختلفة من العالم، إلى جانب الكفاءات الطبية والفنية، تعكس التزام المملكة الراسخ بالسلام والأمن الدوليين، وإيمانها بضرورة التعاون والتضامن بين الأمم.

إن تطوير منظومة القوات المسلحة الملكية يرتكز بالأساس على الاستثمار في العنصر البشري. فمن خلال تحسين ظروف العمل والتكوين المستمر، وتوفير البنية التحتية الملائمة داخل الثكنات، يتم تمكين الجنود ليظلوا الأداة الفضلى لتحقيق النجاعة المطلوبة في استخدام أحدث المعدات والمنظومات الدفاعية.

وفي هذا السياق، يجدد الملك محمد السادس التأكيد على التزامه بدعم توطين الصناعات الدفاعية، باعتبارها رافعة أساسية لتعزيز السيادة الوطنية في المجال الأمني. وقد وضع المغرب إطاراً قانونياً محفزاً لجذب الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي، في رؤية استراتيجية تهدف إلى تحقيق قدر أكبر من الاستقلالية الدفاعية للمملكة.

في الختام، يبقى “الأمر اليومي” لجلالة الملك دعوة متجددة لجميع أفراد القوات المسلحة الملكية لمواصلة أداء واجبهم الوطني بكل إخلاص وتفانٍ، والتأكيد على أن الدفاع عن الوطن أمانة عظيمة تستوجب التمسك بثوابت الأمة والوفاء لرموزها الخالدة. ويبقى شعار المملكة “الله – الوطن – الملك” نبراساً يضيء دروب العزة والكرامة.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اعلان اشهاري
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.