الإخلاص في العبادة: هل نصلي لله أم لنزين صورتنا أمام الناس؟
أنا أؤمن بأن الصدق في العبادة هو جوهر الإيمان، وأن العلاقة بين العبد وربه لا تحتاج إلى تزيين أو تصنّع أمام الآخرين. كثيرون يذهبون إلى المسجد، يصلّون، يساعدون المحتاجين، لكن السؤال الحقيقي هو: هل نفعل ذلك لوجه الله تعالى، أم لنظهر أمام الناس بصورة الصالحين؟
الصلاة هي أعظم وسيلة للتقرب إلى الله، لكن قيمتها الحقيقية لا تكون في شكلها الظاهري فقط، بل في نيتها وإخلاصها. عندما نقف في الصلاة، يجب أن يكون هدفنا التواصل مع الله، وليس مجرد أداء حركة معتادة أمام الناس. فكم من شخص يصلي بجوارك في المسجد، لكنه خارج المسجد يغتاب، يظلم، أو يتعامل بغير صدق؟
الإسلام علّمنا أن العبادة ليست فقط في المساجد، بل في كل تصرفاتنا. أن تكون صادقًا، أن تحسن للناس، أن تبتعد عن الرياء، كلها عبادات تعكس حقيقة الإيمان. لا فائدة من صلاة أو صدقة إن كان الهدف منها فقط كسب إعجاب الآخرين.
لذلك، علينا أن نسأل أنفسنا دائمًا: لماذا نفعل الخير؟ لماذا نصلي؟ لماذا نساعد الآخرين؟ إذا كانت الإجابة لله وحده، فهذا هو الإيمان الحقيقي. أما إذا كنا نفعل ذلك لنكسب احترام الناس أو نبحث عن مدحهم، فهنا يجب أن نراجع أنفسنا، لأن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه الكريم.
الإسلام دين الإخلاص، وليس دين المظاهر. فليكن عملنا خالصًا لله، دون انتظار مقابل أو تقدير من البشر، لأن الجزاء الحقيقي ليس في الدنيا، بل عند الله يوم القيامة.
وجهة نظر: بدر شاشا