الصحفي المغربي ياسر المختوم يتوج بالجائزة الفضية في ملتقى أريج
محمد الدفيلي:
فاز الصحفي المغربي ياسر المختوم بالجائزة الفضية في ملتقى أريج السنوي السابع عشر،الذي يعتبر حدثا لافتا ومؤثرا في مجال الصحافة الاستقصائية العربية،
عن تحقيقه الاستقصائي “الإسمنت يبتلع غابات المغرب بعد إحراقها”.
التحقيق الذي كشف عن الجهات المستفيدة من انحسار الغطاء الغابوي في المغرب بسبب الحرائق، سلط الضوء على أزمة بيئية تهدد طبيعة البلاد وسكانها، وهو ما أهل الصحفي المختوم لهذا التقدير الكبير في حدث يشهد حضور أبرز الصحفيين الاستقصائيين من العالم العربي.
على مدار أيام الملتقى، الذي عقد تحت شعار “صحافة بلا قيود”، تم تسليط الضوء على أهمية الصحافة الاستقصائية في كشف الفساد والانتهاكات، كما جرى تكريم مجموعة من الصحفيين الذين قدموا تحقيقات تناولت قضايا حيوية ومؤثرة في مجتمعاتهم.
ورغم التحديات التي تواجه الصحافة في المنطقة العربية، كان للصحافة المغربية حضور قوي خلال فعاليات الملتقى، إذ تمكّن الصحفي ياسر المختوم من إبراز قضية بيئية حساسة تعكس الواقع المغربي المتأثر بالحرائق المستمرة والتمدد العمراني غير المنظم.
تحقيق “الإسمنت يبتلع غابات المغرب بعد إحراقها” يكشف عن المخططات التي تستغل الأراضي المحروقة لتحويلها إلى مشاريع عقارية، مما يزيد من تدهور البيئة في المغرب. كما تناول التحقيق بشكل نقدي السياسات الحكومية في مجال الوقاية من الحرائق، وهو ما أثار تساؤلات حول فعالية هذه السياسات في الحد من انتشار الحرائق التي تهدد الغطاء الغابوي.
النجاح الذي حققه المختوم يعكس الدور المتزايد للصحافة المغربية في تعزيز الصحافة الاستقصائية في العالم العربي. فالمغرب، رغم التحديات الكبيرة التي تواجه صحفييه مثل القيود القانونية والرقابية، لا يزال يشهد تطورًا ملحوظًا في مجال الصحافة الاستقصائية، حيث يسعى الصحفيون إلى طرح قضايا حيوية مثل الفساد، حقوق الإنسان، وحماية البيئة.
تجسد هذه الجائزة أيضًا إسهام الصحفيين المغاربة في تسليط الضوء على القضايا البيئية والاجتماعية، في وقت تشهد فيه المنطقة العربية تغييرات هامة. وبهذا الفوز، تبرز الصحافة المغربية كجزء أساسي من الحركة الاستقصائية في العالم العربي، مؤكدة على ضرورة دعم هذه الصحافة في مواجهة التحديات ومواصلة مسارها نحو تحقيق الشفافية والمساءلة في المجتمعات العربية.