الجالية المغربية بألمانيا ترد على تصريحات عنصرية من نائب برلماني ألماني
تشهد العلاقات المغربية الألمانية تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، خاصة بعد تبادل الزيارات بين وزيري خارجية البلدين. هذه الزيارات أسهمت في تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين الدولتين.
في هذا السياق، بعث الرئيس الألماني “فرانك فالتر شتاينماير” رسالة هامة إلى الملك محمد السادس. في رسالته، أشاد الرئيس الألماني بالإصلاحات التي قام بها المغرب في العديد من المجالات، مثل مكافحة التغير المناخي والطاقة المتجددة. كما أكد على أهمية المغرب كمركز استثماري في إفريقيا. كما وجه دعوة رسمية للملك محمد السادس لزيارة ألمانيا بهدف تعزيز الشراكة بين البلدين.
على الرغم من هذه التطورات الإيجابية، فاجأ النائب البرلماني الألماني “مارتن سيشرت” بتصريحات عنصرية ضد الجالية المغربية. النائب الذي ينتمي إلى حزب “البديل من أجل ألمانيا” اتهم الجالية المغربية، وخصوصًا العاطلين عن العمل والمستفيدين من الدعم الاجتماعي، بممارسة سلوكيات سلبية. هذه التصريحات خلفت موجة من الاستنكار والغضب في الأوساط السياسية والإعلامية. كما أثارت ردود فعل غاضبة من أفراد الجالية المغربية في ألمانيا.
اتهامات غير مبررة
التصريحات التي أدلى بها “سيشرت” تفتقر إلى الأدلة الموضوعية. فهي تستند إلى معلومات مغلوطة وغير دقيقة، ما يشكل انتهاكًا لحقوق المهاجرين. الجالية المغربية التي تعيش في ألمانيا منذ عقود هي جزء مهم من المجتمع الألماني. وهي تساهم بشكل فعال في كافة المجالات، من الاقتصاد إلى الثقافة.
مساهمة الجالية المغربية في ألمانيا
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بدأ المغاربة في التوافد على ألمانيا. ساهموا في بناء العديد من القطاعات الحيوية، مثل الصناعة والاقتصاد. كما أصبحوا جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي في ألمانيا. وقد عُرف عن أفراد الجالية المغربية التزامهم بالأخلاق الحسنة والجدية في العمل.
الدفاع عن حقوق الجالية المغربية
رغم التصريحات العنصرية، تظل الجالية المغربية متماسكة ومتضامنة. هي ملتزمة بالدفاع عن حقوقها في إطار القوانين الألمانية. كما تظل متمسكة بهويتها الثقافية والدينية. المغاربة في ألمانيا يواصلون العمل على تعزيز العلاقات بين البلدين ويحترمون قوانين الدولة المضيفة.
لا يمكن لهذه التصريحات أن تؤثر في العلاقات المتميزة بين المغرب وألمانيا. الجالية المغربية تواصل دورها الفعّال في المجتمع الألماني. وستظل دائمًا حريصة على المحافظة على سمعتها الطيبة وعلاقتها الجيدة مع المجتمع الألماني.
علي السعماري
أستاذ باحث في مجال الهجرة ومستشار ثقافي