الجفاف في المغرب: أرقام مقلقة وتحديات متزايدة وفق تقرير أفروباروميتر
محمد الدفيلي:
كشف تقرير حديث صادر عن مؤسسة أفروباروميتر عن مدى تأثير التغيرات المناخية والجفاف على المغرب، حيث أصبحت هذه الظاهرة تهدد قطاعات حيوية مثل الزراعة والمياه، مما يثير قلقًا متزايدًا بين المواطنين حول المستقبل البيئي والاقتصادي للبلاد.
تفاقم الجفاف وتدهور المحاصيل
أوضح التقرير أن 86% من المغاربة يعتقدون أن الجفاف في مناطقهم قد ازداد خلال العقد الأخير. كما أقر 65% منهم بتراجع واضح في المحاصيل الزراعية. يُظهر هذا التراجع تأثير التغيرات المناخية على القطاع الزراعي، الذي يعد من الدعائم الرئيسية للاقتصاد المغربي، ويُعيل ملايين الأسر.
وعي متزايد بالتغيرات المناخية
أدى التغير المناخي إلى زيادة الوعي في أوساط المغاربة. وفقًا للتقرير، ارتفع الوعي بنسبة 13 نقطة مئوية مقارنة بعام 2018، حيث أصبح 67% من المغاربة يدركون التغيرات المناخية وأثرها. ومن بين هؤلاء، يعتقد 76% أن التغير المناخي يجعل الحياة في المغرب أسوأ، في حين كانت النسبة 37% فقط في 2018
أسباب التغيرات المناخية
تباينت آراء المواطنين حول أسباب التغيرات المناخية، حيث أرجع 38% منهم السبب إلى الأنشطة البشرية، بينما اعتقد 43% أن السبب هو مزيج من الأنشطة البشرية والعوامل الطبيعية.
اقتراحات لمواجهة الأزمة المائية
أشار المواطنون إلى عدة تدابير لمواجهة نقص المياه، أبرزها:
- حظر زراعة المحاصيل التي تستهلك المياه بشكل مفرط (29%).
- تقليل ملء المسابح (22%).
- ضبط أو إيقاف صبيب المياه (19%).
- منع سقي الحدائق العامة (15%).
هذه الإجراءات تعكس إدراكًا متزايدًا لخطورة الأزمة، ولكنها تطرح تحديات في تطبيقها على أرض الواقع، خاصة في ظل تزايد احتياجات السكان.
يوضح تقرير أفروباروميتر أن التغيرات المناخية ليست مجرد تحدٍ بيئي، بل هي قضية تمس كافة جوانب الحياة في المغرب. وبينما يظهر المواطنون وعياً متزايداً بخطورة الوضع، يبقى تنفيذ السياسات والإجراءات اللازمة لمواجهة هذه الظاهرة مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع.
أفروباروميتر: مشروع بحثي لدراسة التغيرات في إفريقيا
يُعد أفروباروميتر مشروعاً بحثياً إفريقياً غير حزبي، يهدف إلى تقديم بيانات دقيقة حول قضايا الديمقراطية، الحوكمة، وجودة الحياة في القارة. وتوفر نتائجه رؤى مهمة للفاعلين الحكوميين والمجتمع المدني لتحديد التحديات البيئية والاجتماعية واتخاذ خطوات لمعالجتها.