الحضور المغربي في أولمبياد باريس 2024،بين البروز والأفول.
عرفت المشاركة المغربية في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024،تباين في مستويات الأداء وكذا النتائج المحققة سواء على مستوى الأسوياء أو ذوي الإحتياجات الخاصة،ويعزى هذا لعدة عوامل تتوزع بين المؤشرات الفنية والمؤشرات البدنية وغيرها،كما شهدت هذه المشاركة العديد من نقاط القوة ونقاط الضعف،كما أنها وقعت على حضور مغربي من الناحية الكمية في عدة تخصصات رياضية يبقى إلى حد ما مقبول.
فماهي إيجابيات وسلبيات المشاركة المغربية في المحفل الأولمبي الأخير؟
قبيل الشروع في مكاشفة حسنات ومساوئ المشاركة المغربية في أولمبياد باريس،لابد من التوقف لبرهة عند التشريح الإحصائي لهذه المشاركة بغرض إجراء دراسة مسحية لهذه الأخيرة،من شأنها مساعدتنا على محاولة تشخيص الحضور المغربي في العرس الأولمبي لا على صعيد الأسوياء ولا على صعيد ذوي الإحتياجات الخاصة.
أولا: إحصائيات عامة حول المشاركة المغربية الأولمبية الصيفية باريس 2024 للأسوياء:
– عدد المشاركين المغاربة في الحدث الأولمبي: 61 رياضي ورياضية.
توزيع المشاركين المغاربة حسب النوع:
– عدد الذكور: 43
– عدد الإناث: 18
* عدد الرياضات التي عرفت حضورا مغربيا: 20 رياضة.
* عدد الرياضات الفردية التي شهدت حضورا مغربيا: 18
* عدد الرياضات الجماعية التي عرفت حضورا مغربيا: 2
* عدد الرياضات الفردية التي حققت تتويجا مغربيا: 1 (ألعاب القوى)
* عدد الرياضات الجماعية التي حققت تتويجا مغربيا: 1 (كرة القدم)
* توزيع المشاركين المغاربة في الحدث الأولمبي حسب الأنواع الرياضية:
– ألعاب القوى: 13 عداء وعداءة
– التجذيف: 1
– كنوي كياك سلالوم: 1
– كنوي كياك السريع: 1
– الملاكمة: 3
– البريكدانس: 2
– سباق الدراجات الهوائية بي ميكس: 1
– سباق الدراجات الهوائية على الطريق: 1
– المبارزة: 2
– كرة القدم: 19
– الغولف: 1
– الجودو: 3
– المصارعة: 1
– السباحة: 2
– ألواح التزلج: 1
– الفروسية: 2
– السورف: 1
– التايكواندو: 2
– الرماية: 1
– الثرياتلون: 1
– كرة الطائرة الشاطئية: 2
* عدد الميداليات المحققة: 2 (ميدالية ذهبية عن طريق العداء سفيان البقالي في سباق 3000 متر موانع)،(ميدالية نحاسية للفريق الوطني الأولمبي،بعد فوزه في مباراة المركز الثالث على نظريه المصري بواقع 6 أهداف دون مقابل)
* الترتيب العام: المركز 60 في سبورة الميداليات.
ثانيا: إحصائيات حول المشاركة المغربية في بارا أولمبياد باريس 2024:
× عدد المشاركين المغاربة: 38 رياضي ورياضية
× عدد الرياضات التي عرفت حضورا مغربيا: 6 رياضات
× عدد الرياضات الجماعية التي عرفت حضورا مغربيا: 1
× عدد الرياضات الفردية التي عرفت حضورا مغربيا: 5
× الرياضات التي شهدت حضورا مغربيا: كرة القدم للمكفوفين،رافعات القوة،سباق الدراجات الهوائية على الطريق،التنس على الكراسي المتحركة،البارا تايكواندو،ألعاب القوى.
× توزيع المشاركين المغاربة حسب التخصصات الرياضية:
– ألعاب القوى: 17
– البارا تايكواندو: 4
– رافعات القوة: 2
– التنس على الكراسي المتحركة: 4
– سباق الدراجات الهوائية على الطريق: 1
– كرة القدم للمكفوفين: 10
× توزيع المشاركين المغاربة حسب الجنس:
– عدد الذكور: 24
– عدد الإناث: 14
× عدد الرياضات التي عرفت تتويجا مغربيا: 2
× عدد الرياضات التي تحقق فيها التتويج لأول مرة: 1 (البارا تايكواندو)
× توزيع الرياضات حسب عدد التتويجات:
– ألعاب القوى: 13 ميدالية ( 3ذهبيات،6 فضيات،4 نحاسيات)
– البارا تايكواندو: ميداليتين ( نحاسيتين)
– رافعات القوة: 0 ميدالية
– التنس على الكراسي المتحركة: 0 ميدالية
– كرة القدم للمكفوفين: 0 ميدالية
– سباق الدراجات الهوائية على الطريق: 0 ميدالية
× الحصيلة العامة: 15 ميدالية ملونة( 3 ذهبيات،6 فضيات، 6 نحاسيات)
× الرتبة: 31 في الترتيب العام لجدول الميداليات.
تميزت المشاركة المغربية في دورة باريس الأولمبية،بالتفاوة على مستوى الحصيلة بين الأسوياء والمعاقين،إلا أن القاسم المشترك بين المشاركتين يتجلى في رصد العديد من النواقص وكذا الإيجابيات،وذلك عائدا بالأساس إلى طريقة الإستعداد للمحفل الأولمبي وحضور الرغبة والعزيمة في الصعود لمنصة التتويج.
أولا: الألعاب الأولمبية للأسوياء باريس:
1-1-حسنات المشاركة المغربية:
– دخول بعض الأنواع الرياضية غمار المنافسات الأولمبية لأول مرة(ألواح التزلج-البريكدانس).
– تأكيد صحوة كرة القدم المغربية على الصعيد الدولي.
– دخول رياضة جماعية لسجل التتويج الأولمبي،لأول مرة في تاريخ المشاركة المغربية،بعد توشيح المنتخب الوطني بالميدالية النحاسية في منافسات كرة القدم.
– قياس المستوى الفني للمشاركين المغاربة والوقوف على حقيقة جاهزيتهم للدفاع عن ألوان العلم الوطني في هذا العرس الأولمبي.
1-2-سلبيات المشاركة المغربية:
– ضعف التحضير البدني والنفسي للمنافسات الأولمبية.
– غياب مشاركات خارجية وازنة ومكثفة تسبق المشاركة في المحفل الأولمبي،في العديد من الرياضات.
– الإنتقاء العشوائي للرياضيين والغير مدروس في العديد من الرياضات،بحيث لا تتوافق مؤهلات الرياضيين المختارين مع المتطلبات الجسمانية والبدنية لهذه الرياضات(رياضة كنو كياك- السريع نموذجا).
– قلة منسوب الثقة في النفس والخوف المبالغ فيه من قبل بعض المشاركين المغاربة،عجل بإقصائهم المبكر من المنافسات الأولمبية(منتخب الكرة الطائرة الشاطئية الذي غادر من الدور الأول بعد تلقيه لثلاثة هزائم).
– سوء الحظ الذي لازم بعض الرياضيين المغاربة.
– قصر مدة التحضير للمحفل الأولمبي(سنتين أو أقل).
– إنحصار مدار التتويج الأولمبي في صنفين رياضيين هما: ألعاب القوى وكرة القدم.
– الحضور التنشيطي في باقي الأنواع الرياضية.
– غياب التخطيط المسبق للمشاركة في المحفل الأولمبي،وذلك لعدم وضوح الرؤية والأهداف،مع غياب للوحة قيادة مركزية واقعية.
– إعتماد معايير منح ومكافآت غير منطقية،إذ يتحصل البطل بالرغم من إقصائه من أولى الجولات التصفوية على ما لايقل عن 5 ملايين سنتيم وهذا يشجع على التهاون.
– غياب التأطير الجدي في الكثير من التخصصات الرياضية.
– الإستبعاد الممنهج لرياضيين بإمكانهم تحقيق مشاركة طيبة،لأسباب ودواعي شخصية أكثر من كونها رياضية أو تقنية.
– عدم الدراسة الكافية للخصوم ووضع خطة لعب مضادة لطريقة لعبهم خاصة في الرياضات القتالية(الجودو،الملاكمة،التايكواندو)،ساهم في إزاحة العديد من الأبطال المغاربة عن دائرة المنافسة.
– قلة المشاركين المغاربة في الرياضات القتالية،مما يقلل من فرص صعود منصة التتويج في هذه الأنواعةالرياضية(التايكواندو:عنصرين،الجودو: 3 عناصر،الملاكمة: 3 عناصر).
– غياب المشاركين الذكور عن بعض المنافسات القتالية: كالتايكواندو والملاكمة،يسائل مسطرة إنتقاء العناصر الوطنية داخل جامعات هذه الألعاب.
– المشاركة بعناصر لم تجري معسكرات عديدة وليس لها تجربة في مثل هكذا تظاهرات ولم تشارك في دوريات دولية تحضيرية والأمر ينطبق على منتخب رياضة المصارعة الحرة،الذي تأهل بصعوبة بالغة إلى الألعاب الأولمبية،إذ حصل عل بطاقة واحدة من أصل خمسة ممكنة في التصفيات العالمية المؤهلة لأولمبياد باريس،مع العلم أن المغرب يتوفر على أحسن وأفضل مركز للمصارعة في إفريقيا،فما الجدوى من إحداث مثل هكذا مراكز إذا لم تستطع أن تنتج لنا بطل أولمبي أو تحقق لنا ميدالية أولمبية؟
ثانيا: الألعاب البارا أولمبية باريس 2024:
1-1- إيجابيات المشاركة المغربية:
– التوقيع على مشاركة مشرفة بكل المقاييس،بعد حصد 15 ميدالية ملونة منها: 3 ذهبيات.
– دخول رياضة البارا تيكواندو لسجل التتويج الأولمبي لأول مرة في التاريخ.
– الإستعداد والحماس المنقطع النظير الذي أبان عنه الأبطال البارا أولمبين المغاربة.
– التطور الملحوظ في نتائج المشاركة المغربية مع تعاقب المشاركات وهذا يدل على العمل المتواصل والمثابرة بالرغم من قلة الإمكانيات(11 ميدالية في دورة طوكيو،15 ميدالية في دورة باريس).
– تتويج ما يعادل نصف المشاركين المغاربة البالغ عددهم 38 رياضي ورياضية.
– التحضير البدني والنفسي والتقني الجيد،خاصة في رياضات؛ألعاب القوى والبارا تيكواندو،وهذا ما تبلور في الميدان من خلال البصم على أداء تقني وفني يفوق مستوى الأسوياء،بالرغم من الفوارق المورفولوجية بين الفئتين.
– الإبانة عن مستوى جيد في بعض الرياضات بالرغم من الإقصاء المبكر (ككرة القدم للمكفوفين)
– الروح القتالية العالية التي أبان عنها المشاركين المغاربة.
– إحتلال رتبة من بين الأربعين الأوائل في سبورة الميداليات.
1-2- سلبيات المشاركة المغاربة في بارا أولمبياد باريس:
– سوء الطالع الذي لاحق المشاركين المغاربة في بعض الأنواع الرياضية: كرافعات القوة والتنس على الكراسي المتحركة.
– تمركز التتويجات في صنفين رياضيين فقط والأمر يتعلق بألعاب القوى(13 ميدالية) والتايكواندو(ميداليتين).
– قلة الإمكانيات المخصصة لهذه الفئة.
– قلة عدد المشاركين المغاربة في هذا المحفل الأولمبي،فلو كان العدد كبيرا لكان الرصيد أوفر من الميداليات.
– عدم توفير مرافق وفضاءات لهذه الفئة للتحضير بشكل إحترافي للعرس البارا أولمبي.
– عدم توفير منح ومكافآت لهذه الفئة من قبل اللجنة الأولمبية المغربية.
– غياب لجنة بارا أولمبية وطنية،تتكلف برعاية الأبطال البارا أولمبين وتخصص لهم التجهيزات اللازمة للتدريب ومنح مالية،مع تحسين وضعيتهم الإجتماعية.
– قلة النوادي والجمعيات التي تعنى برياضة ذوي الهمم.
– غياب رياضة جامعية متينة لذوي الهمم.
– غياب رياضة مدرسية قوية لذوي الهمم.
– إفتقار ملاعب القرب والمسابح المغطاة والمركبات السوسيو رياضية لمرافق خاصة برياضة ذوي الإحتياجات الخاصة.
– عدم صرف مستحقات الأبطال البارا أولمبين المغاربة في وقتها،بل هناك منح تعود لدورة ريو لم يتوصل بها أصحابها ليومنا هذا.
ترصيدا لما سبق نستطيع القول بأن هذه المشاركة المغربية في العرس الأولمبي الأخير بباريس،قد حملت في طياتها عناصر للقوة وأخرى للضعف،ومنه فإن الأمر يستدعي القيام بدراسة متأنية للحصيلة بغرض رصد الأخطاء المرتكبة وترتيب المسؤوليات بهدف تجاوزها في قادم المشاركات الأولمبية،وبالتالي المراهنة على التوقيع على نتائج جيدة بإمكانها تشريف الراية المغربية في الاستحقاق الأولمبي.
فهل ياترى ستعمل الأجهزة الوصية على القطاع على إعادة ترتيب الأوضاع من أجل ضمان مشاركة مشرفة في أولمبياد لوس أنجلوس 2028،أم أن الأمور ستبقى كماهي ليبقى الفشل حليفنا عند مشاركتنا في الألعاب الأولمبية؟
من توقيع: عبدالرزاق حمادشي.