أميمة التوهامي تكتب ” ما تغير….”
ما تغير…
تغير من أمس لليوم ،
تغير طقسه و فصله ، ما عاد لصوته غنة أو نبرة
إنه يتغير من أمس لغد ، للمرة الألف ،
أنصدم من تقلباته
و كأنها أول مرة ،
عهدت نفسي ، أن لا أضحك لنكته ،
و أن لا أندهش من خرافاته ،
و أن لا أرتخي للمساته …
عاهدت نفسي ما عهدت ، لكن ما كان لرعناء مثلي
أن تحتاط …
فإني أستسلم لعينيه إذا ألقت على تفاصيل
وجهي نظرة ،
أخجل ، أتوتر ، أهرب … يلاقيني
طواعية ، مشردة على شاطئ فراشي ،
كصدفة
منتحرة ،
يلعب ، و من حق الطفل أن يلعب ،
و اعتاد أن أمه تصلح له ما أفسده من الدمى ، إذ يتلذذ في أن يتركها مكسرة أو مبعثرة ،
إني في حضرة بكائه ، أنسى …
أنسى الأمس و سنين حياتي ، التي
أفنيتها في سبيله بأن يتغير ،
ما تغير ، و لكنه شكّلني أنا على شكل ألف
امرأة ، بلا لون ، بلا صوت ، بلا وطن .
شيد لأنوثتي في قلبه مقبرة .
ثم يضع رأسه على حجري ،
و كأنه يستعد للموت ، في مشهده الأخير ،
ف يجعلني أنا من يطلب المغفرة ،
و من منا وعد الآخر بأن يتغير ،
ألا تستحي! تقسم بالذي خلقك ،
جعلتَ ربك مسخرة.
بقلم: أميمة التوهامي*
*مجازة في القانون الخاصة،ومدونة مختصة الآداب.