الإنفتاح على اللغات الأجنبية أداة لتجويد البحث العلمي
محمد الخروبي*
تعد اللغة أداة مهمة للتواصل والتعبير، حيث تسهل عملية التخاطب والتواصل وذلك عبر مختلف الأشكال و الوسائط والحوامل والدعامات سواء المادية و الورقية، أو الإلكترونية والرقمية، كما تسهم بدورها في الحصول على المعلومة وفهمها وتحليلها ومناقشتها.
إلى جانبه، وتبعا لذلك، تبرز أهمية اللغة على مستوى البحث العلمي في وفرة وتنوع مصادر المعلومة والبحوث و الدراسات. فنجد عدة دراسات وأبحاث علمية متوفرة بلغات أجنبية تكون في الغالب بالفرنسية والانجليزية، وذلك في شكل كتب أو مقالات… تضم معطيات مهمة ومعلومات مفصلة ودراسات معمقة في موضوع معين أو دراسة ما. ما يستدعي من الباحثين الخوض والبحث فيها، و الاقتباس منها مع مراعاة ضوابط البحث العلمي، والخوض في فحواها بالتحليل والمناقشة رغبة في تجويد الباحث لبحثه العلمي، وتطويره واغنائه. وذلك أن البحث العلمي الذي لا ينفتح على الدراسات والأبحاث الأخرى المقارنة والتي في الغالب تكون بلغات أجنبية، يظل بحثا ناقصا يفتقر لمجموعة من المعطيات، إذ يظل بحثا منغلقا على نفسه كما قد يكون بحثا وصفيا لا يتضمن حلولا وأجوبة عن التساؤلات و الاشكالات المطروحة في صلب موضوع اهتمام الباحث. ما يستدعي من الباحث أن يكون منفتحا على عدة لغات أجنبية و متمكن منها وذلك حتى يتسنى له الخوض في تحليل ودراسة الأبحاث المتوافرة بلغة أجنبية، وأن يقتبس منها ما يخدم بحثه العلمي و المواضيع التي يهتم بها في مختلف المجالات.
علاوة على ذلك، يسهم الانفتاح على اللغات الأجنبية في تطوير البحث العلمي وذلك بخوض الباحث بالتحليل و المناقشة في مواضيع من شأنها أن تجد حلولا لمشاكل مطروحة في الوسط المجتمعي أو القانوني أو الاقتصادي أو أي مجال علمي أخر، ما يجعل بحثه مواكبا للتطور الحاصل على المستوى العملي محليا وعالميا في مختلف المجالات .
ونظرا لما يسمح به الانفتاح على الدراسات و الأبحاث الأجنبية، بات هذا الانفتاح أمرا ملحا وذلك لما يتمتع به من إضافات غنية من شأنها تطوير البحث العلمي و المنظومة العلمية ككل في مختلف المجالات. وذلك على الرغم من ما يعترض الباحث من صعوبات و اكراهات مرتبطة بالحصول الآمن على المعلومة الصحيحة و على المادة العلمية موضوع البحث. ما يستدعي تضافر جهود جل المتدخلين و الساهرين على البحث العلمي و الأكاديمي ( جامعات، مكتبات، مواقع الكترونية…) في توفير خدمات الاطلاع على المادة العلمية سواء بشكل رقمي و الكتروني ، أو عبر توفير كتب وبحوث أكاديمية بشكل ورقي ووضعها رهن إشارة الباحثين والمهتمين بالبحث العلمي وذلك بغية تسهيل الحصول على المعلومة وتطوير البحث العلمي واغنائه.
* باحث بسلك الدكتوراه بكلية الحقوق عين الشق بالدار البيضاء، عضو لجنة المراجعة والنشر بمجلة الجامعة للأبحاث و الدراسات، رئيس المنتدى القانوني للدراسات والأبحاث الأكاديمية.