مؤتمري الشبيبة والنساء الحركيات: في غياب ديمقراطية داخلية حقيقية انتخابات وجوه جديدة
احتضن المركب الدولي مولاي رشيد للشباب والطفولة ببوزنيقة على مدار ثلاثة أيام مؤتمري الشبيبة الحركية ومنظمة النساء الحركيات.
حيث نظمت منظمة الشبيبة الحركية مؤتمرها الرابع بمركب مولاي رشيد ببوزنيقة أيام 17-18 نونبر 2023، تحت شعار: ” الشباب الحركي تاريخ ونضال مستمر”
كما عقدت منظمة النساء الحركيات مؤتمرها الخامس أيام 18-19 نونبر الجاري، تحت شعار ” حركيات رائدات في مغرب التحديات”، دورة نزهة الشكاف.
الشبيبة الحركية.. بحضور حوالي ألف مؤتمر انتخاب أمين الزيتي منسقا وطنيا
بحضور عدة فعاليات من شبيبات عن حزب الاستقلال والتقدم والاشتراكية والاتحاد الدستوري، كما حضرها رئيس حزب الحركة الشعبية محند العنصر والأمين العام للحزب محمد أوزين ورئيس المجلس الوطني عادل السباعي ورئيس الفريق البرلماني ادريس السنتيسي والمنسق الوطني للشبيبة الحركية أيوب اليوسي، وأعضاء من المكتب السياسي وأعضاء من الأمانة العامة، وعدة فعاليات أخرى ووسائل اعلام مختلفة.
محمد أوزين: مخاطبا شبيبته “خاصكم تكونو شبيبة مستقلة”
استهل الأمين العام لحزب الحركة الشعبية “محمد أوزين” كلمته في هذه المؤتمر،منوها العمل الجاد الذي عرفته اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر من إنجاح هذه المحطة الشبابية الحركية، كما لم يفته الحديث على ان أن التطور الطبيعي للمجتمع هو حتمية تاريخية تتغير فيها الأجيال من جيل إلى جيل بمتغيرات مختلفة وسياقات متعددة، فجيل اليوم ليس هو جيل الأمس وجيل اليوم ليس هو جيل الغذ.
وأضاف المتحدث، ” نريد من محطة المؤتمر ألا تختزل في موعد تنظيمي فقط، بل نريدها انطلاقة جديدة وانخراط حقيقي وفاعل وفعال في الدينامية الجديدة اللت يعرفها حزب الحركة الشعبية منذ المؤتمر الوطني 14″.
كما دعا المتحدث، الى ان تكون هذه مناسبة من اجل نقد ذاتي لعمل الشبيبة الحركية حتى تكون أكثر التصاقا مع هموم ومشاغل الحياة الساسية والاجتماعية للمواطنين، يقول أوزين، مضيفا، “حتى وقت قريب، كنا خلال الانتخابات كنشوفو الشباب هوما اللي كيقودو الحملات الانتخابية لابسين الدجين والسبرديلة كيدقو على الديور دار بدار وكيناقشو مع المواطنين المشاكل والبرامج ببساطة، فأين نحن اليوم من هذا، لقد تعود بعض الشباب على أنشطة الصالونات والأسفار إلى الخارج واختيار نمط عيش مختلف عن نمط عيش غالبية الشباب المغربي.. كيفاش غادي تقنع شاب في الجبل لابس صندالة ديالا لميكة بخطاب وانت شاب لابس آخر شياكة وآخر أناقة؟!”، يتساءل الأمين العام لحزب الحركة الشعبية.
ودعا أوزين إلى شبيبة مستقلة بعيدة عن التجاذبات والخلافات الداخلية، شبيبة لها مواقف سياسية في قضايا المجتمع المغربي، داعيا إلى الايمان بالتدرج النضالي، والعمل على نفي الوصولية والانتهازية والأنانية، وأن العمل السياسي عمل تطوعي، وأسمى مراتب الوطنية، وأن الحزب مدرسة للوطنية، وأن الشبيبة تتسع للجميع، لا مجال فيها للإقصاء والتهميش. متسائلا: “إذا لم تكن الشبيبة مؤطرة ومكونة ومؤهلة فما الجدوى منها؟ مستدلا بحكمة تقول: “نحن في عصر الانجازات وليس في عصر المعجزات”.
أيوب اليوسي: حصيلة برامج منظمة الشبيبة الحركة كانت إيجابية
أكد أن هذا المؤتمر يأتي في ظرفية سياسية وطنية ودولية أكثر حساسية تفرض انماطا جديدة من الممارسة السياسية في اتخاذ المواقف والقرارات، وأشار في كلمته إلى مساهمة الشباب الحركي في جميع المحطات التي عاشها الحزب من أجل البناء والترافع لتقويته في المشهد السياسي الوطني، مذكرا بنضالاته من أجل اقرار الديموقراطية والتعددية السياسية وتكريس دولة الحق والقانون. كما استحضر نضال الحركة الشعبية للدفاع عن الأمازيغية كحق وطني التي اكدها خطاب أجدير واعقبها ترسيم الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب العربية، وجعل رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا مؤدى عنه.
أشاد المنسق السابق، لمنظمة الشبيبة الحركية، بكل مكونات المنظمة الذين لبوا النداء لحضور فعاليات المحطة الرابعة من تاريخ الشباب الحركي، والملتزمين بمبادئ الحزب.
كما أشار في كلمته إلى غياب سياسات عمومية موجهة إلى الشباب رغم الدعوات الملكية المكررة خصوصا خطاب 13 أكتوبر 2017 بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية، مما يفرض طرح تساؤلات مهمة عن سبب غياب ارادة حكومية بناء على الفصلين 33 و170 من الدستور.
وذكر أن المنظمة ترافعت ضمن مذكراتها التي قدمتها سنة 2022 إلى الحكومة والفرق النيابية وفرق مجلس المستشارين والتي عرفت الصدى الطيب وتوجت بعقد اجتماع مع الوزير الوصي على القطاع، كما استحضر نضالات الشغيلة التعليمية التي تخوض اليوم اشكالا نضالية ضد قوانين تمس حقوقها الأساسية.
اسماعيل تلحيق: التنسيق والتشاور المحكم بين مكونات المنظمة أدى إلى نجاح محطة هذا المؤتمر
أكد رئيس اللجنة التحضيرية في كلمته خلال افتتاح المؤتمر الرابع لمنظمة الشبيبة الحركية أن هاته المحطة هي استمرارية لمسيرة حزب الحركة الشعبية الذي يسوده الجو الديموقراطي الداخلي بين مكوناته.
وأضاف، أن اللجنة التحضيرية اشتغلت على قدم وساق من أجل اعداد كل الوثائق التي تهم المؤتمر من مشروع القانون الأساسي والأرضية السياسية، بالإضافة إلى الاعداد اللوجستيكي والمادي وانتداب المؤتمرين، تحت اشراف القيادة وبمرجعية العمل الجماعي لمختلف مكونات المنظمة، انسجاما مع التوجهات العامة للحزب.
وأشار إلى أن العمل السياسي للشباب لبنة قوية في استمرارية الهيئة السياسية، معتبرا المؤتمر الحالي ثمرة، من ثمرات المكاتب التنفيذية السابقة، التي عملت بجهد واجتهاد لصيانة مكتسبات هذا التنظيم الشبابي الحركي. واليوم، يستكمل الشباب الحركي مسيرته النضالية للعب الادوار المنوطة به في الاستقطاب والتكوين والتأهيل والتأطير.
وأشار في الأخير، إلى أن هذه المحطة سيتم فيها انتخاب المسؤول الأول عن التنظيم ونوابه، بالإضافة إلى المصادقة على التقرير الأدبي والمالي والمقرر التنظيمي، والمصادقة على اشغال اللجنتين القانونية والأرضية السياسية.
مداخلات ممثلي منظمات شبيبة الأحزاب الحاضرة في المؤتمر الرابع للشبيبة الحركية
أجمع المتحدثون على ضرورة واهمية الشبيبات الحزبية فهي الخزان التاطيري والتكويني لمسؤولي المستقبل سواء داخل الأحزاب او مؤسسات الدولة،وعلى ضرورة العمل التنسيقي بين الشبيبات الحزبية رغم الاختلافات اليديولوجية.
حيث أكد الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية ” عثمان الطرمونية ” أن نضالات الشبيبات الحزبية كثيرة ومتنوعة حيت تشتغل كل منظمة في مجالها الخاص ومجالها العام، وكلها تصب في بوتقة واحدة هي المساهمة في تأطير وتكوين وتأهيل الشباب المغربي ليكونوا خزانا وأطرا للمؤسسات سواء أكانت حزبية أم مؤسسات عمومية، فهم ثروة وصمام آمان لاستمرارية الدولة.
كما نوه الكاتب العام لشبيبة حزب التقدم والاشتراكي” يونس سراج” بمنظمة الشبيبة الحركية في شخص مجلسها السابق، وأضاف المتحدث قائلا: ” يحدونا الآمل مستقبلا على صياغة رؤية شبابية للمساهمة والمشاركة في صياغة سياسات عمومية سوى للشباب أو للطفولة أو للمرأة وكل القضايا المتعلقة بالتنمية البشرية”.
أما نائب الكاتب العام للشبيبة الدستورية ” عمر البصري” قال في مداخلته: أنه من حق الشباب ممارسة العمل السياسي وأن يكون له دور في كل مناحي الحياة المجتمعية، وإذا كانت الأحزاب السياسية يتمثل دورها في التأطير والتكوين فإن المنظمات الشبابية بمختلف تلويناتها واشكالها وأنواعها هي الأخرى مسؤولة أمام المجتمع في التأطير والتكوين باعتبارها مؤسسات دستورية. منوها، بأشغال وأعمال اللجنة التحضيرية وكل مكونات المنظمة التي ساهمت في انجاح هذه المحطة التاريخية.
اختتام أشغال المؤتمر الرابع للشبيبة الحركية :بمرشح وحيد لمنصب المنسق الوطني
بعد الجلسة العامة للمؤتمر، تم عقد الجلسة المسائية التي عرفت مناقشة المقرر التنظيمي الذي يبين الاجراءات المسطرية لانتخاب الرئيس ونوابه، حيث تمت المصادقة عليه.
كما عرفت هذه الجلسة، مناقشة مشروع القانون الأساسي الذي ادخلت عليه بعض التعديلات الطفيفة من قبل تغيير اسم المنسق العام إلى الكاتب الوطني، وإضافة النائب الثاني عوض النائب الأول، كما اضيفت الى القانون الأساسي قطاع الرياضة كأحد اهداف المنظمة.
ليتم بعد ذلك اختيار المرور مباشرة الى انتخاب الكاتب الوطني عوض ما كان مسطرا في برنامج المؤتمر أي ان تكون الانتخابات يومه السبت 18 نونبر، وهكذا انتخب الجمع الحاضر بالإجماع التصويت لصالح أمين الزيتي من اقليم برشيد ككاتب عام، خلفا للمنسق السابق أيوب اليوسي.
حيث عرفت هذه المرحلة انسحاب بقية المرشحين لتقلد هذه المسؤولية، فيما سيتم استكمال بقية أعضاء المجلس الوطني والمكتب التنفيذي لهذه المنظمة في اجتماع اخر.
تجدر الإشارة الى ان أمين الزيتي حاصل على ماستر في تسيير المقاولات وماستر في القيادة فضلا عن الاجازة في الحقوق، وهو أيضا عضو بالمجلس الوطني للحزب، وكاتب اقليمي ببرشيد، وعضو المجلس الوطني للشبيبة الحركية، ووكيل لائحة الحزب في الانتخابات الجهوية لجهة الدار البيضاء- سطات.
منظمة النساء الحركيات: قادمة من البام ….انتخاب قيادية جديدة للمنظمة
ابتدأت الجلسة العامة للمؤتمر الخامس لمنظمة النساء الحركيات مساء يومه السبت 18 نونبر، بحضور الأمين العام لحزب الحركة الشعبية “محمد أوزين” ورئيس الحزب “محند العنصر” وعضوة المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية الرئيسة المؤسسة لمنظمة النساء الحركيات “حليمة العسالي” واخرون.
العسالي وواوزين …. الدعوة الى إعادة تصحيح المسار
دعت العسالي،سنبلات المنظمة إلى تصحيح مسار منظمتهن، وبناء فضاء يفتح المجال لكل الكفاءات النسائية بشكل مشترك ينهي مع الحسابات الشخصية الضيقة، قائلة:”مؤتمرنا اليوم ليس فقط محطة تنظيمية عادية لتدبير المواقع وتوزيع المسؤوليات، لكن هو لحظة تاريخية لترجمة الذكاء الحركي الجماعي المعهود لبناء رؤية نسائية لمغرب يصون مكانة المرأة السياسية والحقوقية وقبلها، المرأة الأمازيغية والقروية والجبلية ونساء هوامش المدن اللواتي، يعشن معاناة وماسي التهميش والاقصاء لازالت غائبة في السياسات العمومية للحكومة والمؤسف حتى في أجندة النضال النسائي”.
وخاطب أوزين الحركيات:” أعطيو المثل في النضج والترفع على الحزازات والحساسيات، شخصيا، كنشوف فيكن لوحة تشكيلية جميلة فيها قطع رائعة، إلا غابت قطعة كتفقد اللوحة جماليتها”.
وتابع أوزين في كلمة توجيهيةللنساء الحركيات: «بغيتكم أيضا تكونوا قريبا من نساء القرى والجبل والأحياء الشعبية بالمدن، حيث هوما هي الحلقة الأضعف، خذوا بيدهم، اتصلوا بيهم، تكلموا بلغتهم، وخطاب النقد الذاتي اللي وجهتو للشبيبة البارج كنوجهو ليكم كما كنوجهو للحزب”.
خلفا لنزهة بوشارب الكور على رأس منظمة النساء الحركيات
بعد المصادقة على المقرر التنظيمي والتقريرين الأدبي والمالي والأرضية السياسية، والنظام الأساسي للمنظمة الذي أدخلت عليه عدة تعديلات أبرزها أنه يمكن انتخاب رئيسة المنظمة لولاية ثانية مرة وحيدة، وأيضا حدف شرط قضاء ولاية كاملة من اجل الترشح للمسؤوليات داخل المنظمة بل فقط أصبح أي منتسبة للمنظمة او الحزب الترشح.
وقبل المرور لانتخاب المنسقة الوطنية للحركة،كان من المنتظر ان تساهم النساء الحركيات بمداخلاتهن و اقتراحاتهن في ورشتين موضوعاتيتين تخصان الأسرة وأخرى ورش الحماية الاجتماعية كانت احداهما من تحضير و تسيير نزهة بوشارب، الى ان انسحابها المفاجئ من اشغال المؤتمر خلق شيئا من الريبة الى حين تدخلت المرأة الحديدة في الحزب “حليمة العسالي” لتعيد مسار المؤتمر الى جادته،و بالتالي المرور الى انتخاب المنسقة الجديدة للمنظمة.
هكذا تم انتخاب باجماع الحاضرات “خديجة الكور” منسقة وطنية للنساء الحركيات بعدما ترشحت وحيدة لهذا المنصب و هي القادمة من حزب الأصالة و المعاصرة الذي اعتبرته في كلمة لها ” أنه مدرسة رجال دولة” ،الا انها تضيف (أنها ) “حركية بالفطرة” و”شعبية بالانتماء.”
وأضافت، أنها سعيدة أيضا بالثقة التي حظيت بها من قبل المناضلات الحركيات وعلى رأسهن الرئيسة المؤسسة والمناضلة الكبيرة، حليمة العسالي.
للاشارة، فإن الرئيسة الجديدة المنتخبة على رأس المنظمة النسائية الحركية، خديجة الكور، حاصلة على دكتوراه في علم الاجتماع التواصلي بباريس، خريجة المعهد العالي للصحافة والاعلام تخصص الصحافة المكتوبة باللغة العربية، اشتغلت لمدة عشرون سنة بوزارة الثقافة، حيت تم تعيينها مفتشة عامة بوزارة الثقافة، كما عينها صاحب الجلالة عضوة بالهيئة العليا للسمع البصري (الهاكا)، فاعلة جمعوية في قضايا الطفولة والمرأة والشباب.
المشترك في مؤتمري الشبيبة الحركية ومنظمة النساء الحركيات
حسب متتبعي الشأن الحزبي السياسي بالمغرب، يلاحظون انه تم وجود مرشح وحيد لرئاسة كل من المنظمتين بشكل او باخر، هذا يعزز ويرسخ استمرارية مجموعة من الشائعات التي تدور حول هيكلة الأحزاب ومنظماتها الموازية في اغلبيتها مما يضرب في الصميم تفعيل الديمقراطية الداخلية لهذه الأحزاب ومنظماتها الموازية.
البعض يرد على هذا الكلام، بان فتح فترة للترشح وقبيل الانتخابات يمكن للمرشحين انسحابهم او الاعتذار من المؤتمرين، كل هذا وغيره لا يحسم النقاش العمومي على مثل هذه الممارسات التي دبت في عدة محطات داخلية لهذه الأحزاب ومنظماتها من اجل تجديد دمائها.
وبالتالي، يطرح سؤال دائم وأبدى، كيف لأحزاب ومنظماتها لا تفعل الديمقراطية الداخلية لتجديد وانتخاب هياكلها وقياداتها ان تطالب جهات أخرى في الدولة بذلك؟
وهل فعلا مؤتمراتها تعرف نقاشا جديا، وتحمل أفكارا و مشاريع قوانين لحلول مشاكل يعيش فيها المواطن غيرها، ام هي مجرد نزهة و لقاءات لأغلب مؤتمريها وفقط؟