شهادات من ذاكرة الحي : الدكتور عمر مزوز طبيب الفقراء
لحسن حبيبو
تعرفت على الدكتور عمر في مطلع التسعينيات من القرن الماضي… كنت آنذاك أنتمي إلى منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، ومنخرط في الجمعية الوطنية للمعطلين… كنت أتردد عليه في بيته أو في خلوته المحاذية للمستوصف الصحي بالمحاميد القديم والذي فضل الانتقال إليه بعدما كان يشتغل بالدار البيضاء وفي مرحلة أخرى بمنطقة ميسور.
يعرف الدكتور مزوز بشخصيته المرحة وانحداره من منطقة قروية جبلية اوريكة وخاصة تمازوزت كما هو ظاهر من خلال اسمه العائلي… مناضل وعصامي وطموح وذلك منذ فترة تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي بابن عباد، كان يقصد الإعدادية أما راجل أو ممتط دراجته الهوائية المتواضعة… وبفضل إصراره وعزيمته، حصل على شهادة البكالوريا (حر)، بعد أن عاش فترة وجيزة بالمدينة القديمة متسكعا أحيانا بجامع ألفنا في مطلع السبعينيات… ومن حين لآخر كان يمتهن سرا مرشدا سياحيا؛ وتعلم في كنف ذلك اللغة الفرنسية وأحيانا يحفظ بعض الكلمات الإنجليزية… كان لا بد للإشارة إلى بعض من تجليات سيرته الذاتية حتى نتعرف على شخصية استثنائية كشخصية الدكتور عمر مزوز… دخل الانتخابات في نهاية التسعينيات (1998) وكذا في مرحلة (2003). كمنتخب بالمجلس الجماعي لمراكش… لكونه يتميز بشعبية واسعة وبتواضع نبيل وبحنكة مهنية… ترك السياسة لشغفه وحبه العظيم بمهنته كطبيب… اكتسب خبرة طبية وعلمية قل نظيرها؛ يشخص الداء بطريقته الخاصة، وكان يؤمن بأن جل الأمراض مردها إلى أسباب نفسية واجتماعية… فتجده يتواصل كثيرا مع مرضاه، يمنحهم الثقة في البوح والنقاش وسرد الطرائف والنكت… تلقبه امي، على سبيل المزاح، بالطبيب (امعضور) أي الطبيب الأحمق باللغة الأمازيغية؛ وكلما زارته في عيادته يقول لمرضاه: مي جميعة تلقبني بالطبيب امعضور أي الأحمق وابتسامته العريضة وضحكاته المترددة لا تفارق فاه… حيث لا يمكن أن تتصور أمي جميعة، وباقي نساء الحي، زيارة طبيب آخر يعالجها كما الدكتور مزوز… يشخص المرض ويصف الدواء المناسب والأقل تكلفة، بل يمنح مرضاه الدواء كما مجانية التطبيب في بعض الأحيان… الدكتور عمر مزوز معروف بشخصية مرحة، مثقف وموسوعة معرفية؛ يتحدث في الأدب العربي قديمه وحديثه كما الأدب الغربي والفقه وعلم الكلام والشعر…
صفات لن تجتمع الا في شخصية كارزمية بلمحة فلسفية واجتماعية وبوهيمية احيانا… الا في شخص الدكتور عمر مزوز أطال الله في عمره… امثالك ايها الرجل الطيب عمر من يستحق وسام ابقراط كطبيب الفقراء بامتياز