مراكش :فرق ألعاب القوى تتحول إلى دكاكين للإسترزاق
عبد الصادق النوراني
لا يختلف إثنان ونحن على أبواب بطولة العالم لألعاب القوى في كون هذه الألعاب في المغرب تعيش أحلك فتراتها على مر التاريخ ، وذلك قياسا بالنتائج المحصل عليها منذ أزيد من 16 سنة أو بعبارة أدق منذ أفول شمس الجيل الذهبي لألعاب القوى المغربية.
فباستثناء إنجازات البطل العالمي والأولمبي سفيان البقالي ، فباقي نتائج ألعاب القوى المغربية في شموليتها كارثية وتدعو إلى الخجل بل ولا تأتي إلا بسواد الوجه.
ومن دون أدنى شك ، فإن هذا التراجع الخطير والمخيف ساهمت فيه مجموعة من العوامل لعل أبرزها ضعف الأندية والفرق والجمعيات المغربية وعدم تسطيرها لبرامج وسياسات طويلة الأمد يمكن أن تصنع لنا أبطالا كما كان الأمر في ما مضى من السنوات ، هذا دون الحديث عن ضعف المسيرين ورؤساء الأندية والفرق والجمعيات وعدم امتلاكهم لأدوات وتقنيات التسيير الناجح والفعال.
وبحسب استقصاء صحفي قامت به الجريدة بمدينة مراكش استجوبت من خلاله مجموعة من العداءات والعدائين وبعض المهتمين أجمعوا في تصريحات متطابقة أنه بالرغم من المجهودات التي تقوم بها العصبة في شخص رئيسها رشيد شملال لتوسيع قاعدة الممارسة والرفع من مستوى الفرق والجمعيات ، إلا أن هذه المجهودات تبقى كمن يصرخ في واد غير ذي زرع في ضل وجود بعض الفرق والجمعيات بمكاتب عائلية وأهداف خبزية ، وأيضا في ضل وجود فرق وجمعيات بدون رؤى استراتيجية مستقبلية على الأقل لتحقيق نتائج طيبة دائمة ومسترسلة .
فلا تسيير إداري هادف ، ولا إدارات تقنية ببرامج تدريبية علمية ، ولا تسيير مالي مضبوط ، ولا انتخابات شفافة ونزيهة ، الغالبية تتخبط في العشوائية والهم الوحيد هو الإستفادة من منح المجالس ومنح الجامعة والإعانات لتبقى الحلقة الأضعف هو العداءة والعداء الذين يتدربون صباح مساء طيلة السنة دون الإستفادة من أي شيء .
آن الأوان أن تتحمل كل من الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى والمجالس المنتخبة مسؤوليتها في تشديد الرقابة المالية على الأموال التي تمنحها لهذه الجمعيات الرياضية وترتيب الجزاءات على كل متلاعب بما يكفل إعادة الثقة لتسيير فرق ألعاب القوى الوطنية ، كما أن العصبة مدعوة هي أيضا أكثر من أي وقت مضى إلى تحمل مسؤوليتها بعدم إعطاء التزكيات إلا المسيرين المؤهلين للتسيير الرياضي والذين لديهم مرجعية وخبرة في هذا المجال وليس لكل من هب ودب .